[size=32]تشــتاق نفــسي لــكم دومــاً وأنــتمُ غـا=فــلون عــنا وفــي الأعــياد مــتــسعُ
ولــو هجــرتــكمُ دهــراً لمــا عــرفــتْ= نــفــسي خلافـكم فالــقـلـبُ لا يسـعُ
هــيهات أنسى لــكم عــهــداً تَخــطَـفــني=فــيه الهوى خِـلسةً والبدرُ مضطلعُ
فـلا ســبــيــل لأنــسى ذكــركــم وبــأع=ماقــي أحاديـثُ عشـقٍ كيف تُنتزعُ
ألــم تكــن رُسُــلــي تـأتي الــفــؤادَ تــبا=عاً مــثلــما الســهمُ مـرَّ الماءَ يتسـعُ
أضاء حـوله مــثل الصـبحِ يكــشفُ عن=شمــسٍ لها وَهَــجٌ بالــثغرِ تضطلِعُ
يــنساقُ من ثغــرها مـاءٌ يدورُ على ال=شـفــاهِ يجــري كسـيلٍ ليس ينقــطـعُ
يصبُ في جسدي شوقاً كما انتفـض ال=عصــفـور مــن مــطرٍ فاهتز يندفـعُ
في صـحـوةٍ أتــردى بــيــن أجــنــحةٍ=وغــفْــوةٍ لأراهــا عــنــدمــا تــقـــعُ
على الحبــيب فــيرعاها رعــايــة عا=شــقٍ لهـا عشـقــته الـدهــرَ مجـتمِعُ
تمــايل الغــصنُ والأريــاحُ عاصــفـةٌ=ومثــلُنا مالَ والأحـضــانُ مـرتجـعُ
ألــيـس عــند الـلقى تبــكي العـيــنُ بـد=مــعـةٍ تسيحُ على الخــدَّيْـنِ تنــتقـعُ
عــرفــتُ مـنطِــقَها عــند الـلقاءِ تــحي=طُ بالـلســان عــبـاراتٌ بهـا الـوَلَعُ
يجـري الكلامُ متى استلقتْ على شِفَتي=عــذباً بــأورِدتي والــروحُ تجـتمِعُ
الصمــتُ خــيَّـمَ لكــنَ العــيونَ تــري=صــوتــاً يــرددُ أخــبـارا لهــا أقــعُ
والصمتُ أبلغُ في التعبــيرِ مــن لُغَــةِ=تحــتـاجُ لفــظاً وقامــوساً ولا يَسَــعُ
إنِ اسـتَمعـتَ لها خـرَّتْ بعـمـقــك مثل=السهمِ فأطفَأتْ ظَمَأً بالشـوق ينـدَلعُ
وقــد صـنعـتُ لها في القـلـبِ بي سَكَــناً=جـنَّاتِ عـدنٍ بها الريحانُ والمُتَعُ
ولو تــراهــا وقـــد راحــت تُعــانِقُــني=أرق من نســمةٍ فــي الحرِّ ترتفـعُ
تهبُ في الصيفِ بالصحراءِ بين شُجَي=راتٍ على الرمل ظهراً ثم تنقطـِعُ
لــقـد رمــتني بسـهم العــين ثم دعــت=ني ألـقَ حتفي حوالـيها كما البَجَـعُ
مشــت تغــذُ الخُطى تحــوي تمدُ يدا=هــا قـبـلها كغـريـقٍ الوحل يمتـنـعُ
تعــيــدُ أيامَ كانــت طــفــلةً بــــيــدي=هــا ُلعـبةً أُهــدِيــَتْ منـي لها وَدعُ
وكـلــمـا بعُــدتْ بــيــن الأحـبــةِ أو=طـانٌ تعـطَّشــتِ الأرواحُ إذ زرعوا
والــزرعُ هـبتْ عليه الريحُ عاصفةً=تـثـيـرُ سحــباً ثــقــالاً بعضها القَــلََعُ
ليقــطِفــوا ثمراً بعد الحصادِ قـد اش=تــاقــوا له مــدةً ذاقــوه واقـتـنِـعــوا
كــذا الأحــبـةُ روُّوا الحُــبَ بالكـلما=تِ والعـناقِ فـيــأتي الرزقُ والسِـلـعُ
تعتاشُ من نظرةٍ حطَّت على جهتي=تــبقــى بـمــراّتها طــيـفــاً له سـمـعُ
اللـيـل والـبـدرُ كانا شاهدينِ على ال=قـاء والحـكمُ لـي بالــشـعـرِ أبـتــدِعُ
شــوق الأحـبـةِ عـلمُ ظـلَ يُحـتـرفُ=قِــوامه الحبُ والإخلاصُ لا الطمـعُ
والشـعـرُ ظلَ على الأيامِ مغانيَ لل=هــوى يـقـلـبُـه الـعُشـَّاقُ مـا وَسِـعـوا
ربَ الـبـريةِ لا تـتـركْ لـنـا خـبــراً=يـكـونُ ملـحـمَـةً فـي الشـعـر تـُتــَّبَــعُ
شعر:داود العرامين\فلسطين
[/size]