بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة اللة و بركاتة
عطاء الله
الله عز وجل أعطى الملك لمن يحب ولمن لا يحب, أعطاه لفرعون لا يحبه, أعطاه لسيدنا سليمان يحبه.
إذاً: ما دام أعطاه لمن يحب ولمن لا يحب, إذاً: لا يعني شيئاً إعطاؤه, أعطى المال لمن يحب: لسيدنا عثمان وعبد الرحمن بن عوف, أعطاه لقارون, ما دام أعطاه في وقت واحد لمن يحب ولمن لا يحب, إذاً: لا معنى له.
لكنه ما أعطى الحكمة والعلم إلا لمن يحب:
﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾
[سورة القصص الآية:14]
فأنت عطاؤك من نوع عطاء الأنبياء أم الأقوياء؟ إن كان من نوع عطاء الأنبياء, فاغتبط واشكر الله عز وجل.
أما إن كان من نوع عطاء الأقوياء, فكل شيء له نهاية. هذه:
﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً﴾
[سورة الإسراء الآية:21]
ممكن تكون لغوي كبير, وأديب كبير, وتحمل أعلى شهادة, ولا تفهم القرآن؟ ممكن, في حجاب:
﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً﴾
[سورة الإسراء الآية:45]
إذاً: فهم القرآن لا يكفي أن تكون لغوياً, ولا أن تكون ذكياً, ولا أن تكون مثقفاً, لا بد من أن تكون مستقيماً, لأن قلباً طاهراً يُسمح له أن يفهم القرآن, وقد قال بعضهم في قوله تعالى:
﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾
[سورة الواقعة الآية:79]
يعني: لا يستطيع أن يقف على معانيه الجليلة, إلا من كان طاهر القلب, إضافة إلى المعنى الثاني.