من رحمة الله بالعباد
إن الإنسان إذا مسه الضر يصيبه الهلع و الجزع و الخوف ففي عهد الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام عندما نزلت عليه الآية :
( لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ) سورة البقرة الآية ( 284) .
فهلع بعض المسلمين و الصحابة ممن أصابهم الجزع و الخوف ، فقد شق عليهم هذا الأمر، وجاءوا إلي النبي صلى الله عليه وسلم و ذكروا له أن هذا شيء لا يطيقونه، و قالوا له :
يا رسول الله من منا ما توسوس له نفسه بالسؤ ؟ النفس أمارة بالسؤ إلا من رحم ربي .
فقال لهم الرسول الكريم :
لا تقولوا كالذين قالوا من قبلكم سمعنا و عصينا و قولوا سمعنا و اطعنا و استغفروا ربكم .
فقالوا : سمعنا و اطعنا .
فنزل بعدها قول الله عز و جل :
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) سورة البقرة الآية (285 ـ 286 ) رحمة منه بالعباد .
و في موضع أخر وهو سورة الماعون قال الله تعالى (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) رحمة منه بالعباد .
قال ابن عباس رحمه الله ( الحمد لله انه قال عن صلاتهم ساهون و لم يقول في صلاتهم ساهون ) فما من احد إلا قد يسهى في صلاته أحيانا .
الحمد لله الذي شملنا بألطاف رحمته .
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم و لا تعذبنا فأنت علينا قادر .
نفعنا الله و إياكم من فيض علمه