يا منْ سافـرتُ وحُبَّها فـي المَـدى البعـيدْ
و تغلغلَ حُبُّـها فـي المَسَامَاتِ فـي الـوَريدْ
و قــدّمتُ روحــي بينَ يديْها كمـا الــوَلـيدْ
و جَعلـتُ لهـا القلــبّ قِــلادةً علــى الجِـيدْ
و كُـنتُ إليهـا كمــا تُـريـدُ ، لا كـمــا أريـدْ
و كُــنتُ فـــي حُبِّهـا كمـا العَاقـــلِ الرشـيدْ
أقِفُ هَائِماُ في مِحرَابِ عيْنيها كما المُـريدْ
**************
فكُـنتُ إذْمـا رأيْتُـكِ كأنّــي فــي يــومِ عـيدْ
أدنــو إليــكِ بلهفــةٍ ملْئَــى بِعــْشق جـديـدْ
و أنقِـشُ فــي حُبِّـكِ تُحفَـةَ الحـرفِ الفريـدْ
و أقـــولُ لـكِ فـــي الشِّعـرِ أعْــذَبَ القصيدْ
و أصــدقّ مشـــاعـــرّ أتـى بنَبـضها وريــدْ
فـإنْ غنّيتُ آهاتــي أتــى الكـونُ فـي ترديدْ
أسكـبُهُ كما المُـزنِ حُبِّـيَ و تطلُبينَ المزيـدْ
حتــى أمْسيتُ فـــي حُبِّـــكِ هائِـمـاً كَــشَريدْ
*************
و الآنَ تأتينَي، و قـدْ تغَّـيرَ صَوتُكِ الغِّـريدْ!
و تَطلُبينَ منّي نِسـيانَكِ ، نِسـيانَ الـوعـيدْ!
بكلماتٍ جعلتْني بُركاناً ، وأنْتِ كمـا الجليدْ!
تطلُبينَ أن أدْفُــنَ حيَّـاً ذاكَ الحُــبَّ المّـجيدْ!
و أوقِـفَ نَبضَـاتِ قلبـيَ ، و أقْطَـعَ الـوريـدْ
حُبَّـــاً أرّقَّ العينـينِ منّـــي نَبْضَـهُ الشَّـــديـدْ
**************
فكيفَ لكِ أنْ تَهْجُري ولقلْبِكِ عنّي أن يميدْ؟
و أينَ أرحَـلُ فتْنتـي ، والقلْـبُ منّــي عَميدْ؟
و كـيفَ لرنَّاتِ قلْبــيَ عـنْ حُبِّـكِ أن تَحِــيدْ؟
و كــيفَ لـكِ أنْ تفْطِميـهِ حُبّــــيَ الــولـــيدْ؟
و حُبُّـكِ لـمْ يـزَلْ فــي شغافِ القلْبِ وحـيـدْ؟
أيـنَ أرْحَـلُ و قلْــبَاً سـِـوى حُبَّـكِ لا يجــيدْ؟
أيـنَ أرْحَلُ و نَبَضَاتٍ كانَتْ بِفَرحَــةٍ تُشـيدْ؟
**************
مُـدُنَاً مِـنَ الأحلامِ رسمْنَاها بِمِـدَادِ الــوريدْ
فكــيفَ لـيْ يا فتْنتـي هَـذِهِ المُــدُنَ أن أُبيدْ؟
و كـيفَ للجنَّةِ الغنَّـاءِ أن تتحـوَّلَ إلــى بيدْ؟
أن أخْنُـقَ القمرَ و قـدْ غنّى فـي حُبِّنا نَشيدْ!
أنْ أُطفِئَ الشّمسَ ودِفئُها فـي عِشقِنَا مَـديدْ!
و كـيفَ لـــي عــنْ مَسَـارِ رُوحِـيَ أنْ أمِيدْ؟
و كيفَ تقولينَ لِرُوحيَ أنْ تَبْـدَأَ مِـنْ جَـديدْ؟
***************
أنْ أُعيدَ الأحْلامَ لِروحٍ صَدَأتْ كما الحَديدْ!
و نَبْضُـكِ يا فِتْنَـةَ الروحِ بـاتَ عنّي بَعـيدْ؟
فَهَلْ لِيَ أنْ أُجْليَ عَـنْ قلبِكِ ظلامَهُ العهيدْ؟
لتبْعَثَ الشّمْسُ ضيائَها ، شُعَـاعَها الـرغـيدْ
ليبعثَ الدِفءَ فــي نَبْضٍ جَمُـدَ كما الجلــيدْ
فتُعْطي ترياقَـكِ مَنْ راحَ فــــي حُبِّـكِ شَـهيد
عَسـَاهُ فتْنَتـي هَــذِهِ الـروحَ للحياةِ أنْ يُعِـيدْ
**************
...... رضوان مسلماني ......