لليوم الثالث على التوالي، اقتحمت قوات كبيرة من الوحدات الخاصة والقناصة المسجد الأقصى صباح الثلاثاء من جهة بابي المغاربة والسلسلة، وشرعت بإطلاق وابل كبير من الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والدخانية باتجاه المصلين.
وأصيب عدد من المصلين والمعتكفين المقدسيي جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية والغازية في المسجد الأقصى المبارك والجامع القبلي المسقوف.
وفي السياق، حولت قوات الاحتلال محيط المسجد الأقصى إلى منطقة عسكرية مغلقة، ونصبت الحواجز العسكرية على كافة مداخله، ومنعت الرجال ممن هم دون الـ 50عامًا من الدخول إليه، وكافة النساء، وكذلك طلاب وطالبات المدارس الشرعية.
وقال المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى 'كيوبرس' محمود أبو العطا في تصريحات صحافية إن قوات كبيرة من التدخل السريع 'وحرس الحدود' والقناصة اقتحمت الأقصى، وأخرجت المصلين إلى خارج المسجد، وحاصرت الجامع القبلي، واقتحمته حتى وصلت إلى منبر صلاح الدين.
وأضاف أن تلك القوات قطعت الكهرباء عن الجامع القبلي وحطمت أحد أبوابه، وتم قص بعض النوافذ التاريخية من الناحية الشرقية خلال الاقتحام، وإلقاء القنابل الصوتية والحارقة والغازية السامة باتجاه المعتكفين داخل الجامع، ما أدى لوقوع إصابات.
وذكر أبو العطا أن قوات الاحتلال اعتدت على أحد حراس الأقصى، ومنعت المرابطين والمصلين من الاقتراب من باب السلسلة لمسافة 100 متر.
بدوره، طالب المجلس الوطني الفلسطيني بموقف عربي وإسلامي فعلي وحازم، لوقف اعتداءات وانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى لليوم الثالث على التوالي.
وأكد المجلس الوطني في بيان صدر عنه اليوم الثلاثاء، 'أن هذه الاعتداءات والاقتحامات الإرهابية والوحشية والاعتقالات والخراب الذي خلفته هذه الأعمال البربرية لن يردعها ولن يوقفها إلا اتخاذ إجراءات وقرارات جديدة، فلسطينيا وعربيا وإسلاميا لحماية المسجد الأقصى، والابتعاد عن عبارات الاستنكار والتنديد التي لم تمنع الاحتلال من المضي قدما في مخططه بحق المسجد الأقصى المبارك، وتحدي مشاعر المسلمين وأحرار العالم'.
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن ما يجري في المسجد الأقصى من اعتداءات من قبل الاحتلال ومستوطنيه، يشكل علامة فارقة في إمكانية تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا، باستهدافه من خلال العنصر الإجرامي.
وأكد أبو يوسف إن ما يجري يتطلب مواقف جدية من قبل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، كذلك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس، للجم الاحتلال والضغط عليه من أجل الكف عن ممارساته العدوانية بحق المسجد الأقصى.
وأوضح أن الاحتلال يحاول جر المنطقة إلى حرب دينية، الأمر الذي لن يقبل به أبناء شعبنا، ما يتطلب تدخلا عاجلا لفرض عقوبات على الاحتلال، مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود الداخلية ومحاولة الوصول إلى الأقصى للدفاع عنه والتصدي لقوات الاحتلال.
واشتد العدوان الاسرائيلي لليوم الثالث على التوالي على المسجد الأقصى والجامع القبلي، والمصلين والمعتكفين، ما أدى لإصابة العشرات بجراح وحالات اختناق، إضافة إلى اعتقال العشرات من المرابطين والمقدسيين.