السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
المتعارف والمتناول والبديهي أن يكون الخصام بين الاصدقاء وبين الاقارب وحتى بين الازواج وأن زاد واستفحل يكون بين الوطن والمواطن ...لكن أن يكون بين ...المثقف والكتاب !!
أيعقل أن يتجرد المثقف والمتعلم والعالم لمن فهمه وعرفه وفقهه وزوده ,,من تقطعت اجساده وتشوهت صفحاته وتبعثرت حروفه وتجعدت وشاخت معالمه... أيكون هذا مصيره !!
بالمقابل هل يستطيع ان يبتعد ولا يحنَ إليها وهل العلاقة بينهم علاقة عابرة أم هي علاقة كعلاقة الوالدين بأبنائهم ينتابها الخصام والغضب واحيانا خصام وقتي ثم لا يلبث أن تعود الامور لمسارها الصحيح والطبيعي ...؟
يفصح علاء الاديب بهذا الحروف عما يعتلج خاطره بعلاقته بالكتب وما تحمل وماذا تنجب وتورث ... :
العام ينقضي ويسقط رقم في العداد ...ولا يجدي ندم ولا تنفع شفاعة .
اسال نفسي هل تريد أن تكون فأر كتب .... وتستبدل الورق والأحبار ،
بالدم واللحم ،وأتمرد رافضاً حقيقة حياتي بلا خجل ؟
ماذا قدمت لي (( الكتب )) سوى الحيرة ، وتلك الحزمة من الأشجان الرومانتيكية اليابســـــــــــة ؟؟ ياترى هل تقف الكتب ضد الحياة أو بديلا عنها ؟
.
ثم يتراجع نادما متحسرا خائفا نادما:
كلا هم الاصدقاء ...من حسن الحظ أن مهنتي هي هوايتي ، هي حياتي ، تلك الخطوط السحرية التي تنقل معاني ، وتهز النفوس والجباب ، وتغير العالم أنها الكلمات .
.
لم يسلم هذا الكتاب من قصائد العقاد عندما يقول :
يا كتب أشكو ولا أغضب ...... ما أنتِ من يسمعُ أو يعتبُ
يا كتبي أورثتني حســـرة ..... هيهات لا تنسى ولا تذهبُ
ياكتب ألبستِ جلدى الضنى ... لم يغن عنـى جلدك المذهب
.
ثم يتراجع بقصيدة اخرى ويقول ....
لما دنا المغرب صالحتها ... تلك التي تُشكى ولا تغضبُ
تلك التي قلت لها مـــرة ... والقلب دام والحشا مُلهــبُ
ياكتب اورثتني حســــرة ... هيهات لا تنسى ولا تذهـبُ .
.
من كان الكتاب له ونيس وصديق ورفيق لا يستطيع أن يتصور أن يكون هناك قطيعة أو خصام دائم بين القارئ والكتاب يمكن يستغنى عنا الكتاب لكن نحن لن نستطيع أن نستغنى عنه ...لماذا نهجوه ولماذا نعاتبه ولماذا نرى فيه عجزنا وفشلنا وحتى اليأس الذي يعترينا بمراحل حياتنا ، هل لنه صامت لا يتكلم أم يكون لصبره الدائم علينا سبب في تجرؤنا وتطاولنا عليه !! الا يكفي أنك تعيش حيات الاخرين من خلال حرفه وروح نبضه وشخصيات صورة ووصفه .