*********
أسافر إليك بطهر ابتهالاتي
مهاجراً إليكْ ...
راسماً خطواتي على شواطئ الأحلام
و قد تتالت على صفحات روحي
صورٌ جُلُّها يأرقُ النفس و يرهقُ الروح
خلا بعضها الذي يعطي بصيص أمل
بشروق من رحم العتمة ...
و حيث أسير متدثراً آلام الفقد والوجد .
ما بين دمعةٍ و غصّةِ فرح
و قد كادت أن تنتحب الأمال ...
إذ بطيفك و قد تجلى على بحر أحلامي ..
فوقفت في محرابه كناسكٍ
و أعلنت له انكساري .. انهزامي
حُبِّي ..عشقي .. هيامي ..
و لكنه ابداً لم يبالِ بكلامي
فأدركت أن لا أمل .. لا بصيص ضوءٍ
يزيح شبح العتمة المترامي ...
سواداً و يأساً في حنايا روحي ..
و أمسيتُ لا أعرف حدوداً لإنقسامي
بين خضوعي و أحلامي ..
و ثورتي و انهزامي ..
و قد تبعثر كلي أمامي
بين أحلامي و آلامي ..
فرحتُ أعيدُ لملمة كلّي
لملمة حطامي ...
الذي تبعثر هنا و هناكْ
لملمة قلبي المُعنّى بهواكْ
لملمة روحي التي بعثرتها عيناكْ
**********
و أبداً يعتلي سماء روحي ذلك الصمت
الذي طالما صلّى على عتبات قلبي ..
صمتٌ على واقعٍ طالما فصلني عن روحي الحالمة
وتركني أعيش حياة الاغتراب عني
حتى أيقنت أني من عالم يغزل الأحلام
من خيوط الأوهام ...
لا أعلم كيف أحببتك ؟! و ليس لديَّ
من دروب الحُبِّ سوى الأحلام !
تسائلت كثيراً ؟! و أبداً كان جواب خافقي ؟!
هل الحُبُّ حرام ٌ في دنا الأوهام و الآلام ؟
قلب ما فتئ يستميل الفكر بوخز الذكريات
ذكريات روحي وهي تثب غبطةً
بلقاءاتي و إياك على وسائد الأيام
لقاءاتٍ كانت على روحي برداً و سلام
لقاءاتٍ كان ينقشها القلب بحبر من بحر الأحلام
ليحبط أي ثورة أو تمرد على الخنوع والآلام
آلام طالما سطرتها عينايَّ بدمعاتِها
و التي ربما تكون نداء أملي المهترء
و الرداء الأخير الذي ستلتحفه روحي
قبل أن تلتحف كفن البعد الذي كتمَ أنفاسها
فجُدْ بالوصل قبل أن تلفظ أنفاسها
معلنة رحلتها الأخيرة ...
رحلة اللاعودة ...