غابات موحشه

غابات موحشه

ابتسمت لأطفالي و قبلت كل واحد منهم على حده

تشبث كل واحد منهم بأطراف قميصي

هم يهتفون بعبارات مختلفهبابا جيبي لي هديه معاك...بابا وين رايح؟...بابا لا تروح و تتركنا بعدين مين اللي بيطلعنا الملاهي و يشتري لنا الأغراض...الخ)

و في كل مرة اسمع كلمة (بابا) اصيح بآه صامته و احتفظ بغصة عالقه تآبى الخروج
أمامهم.

نزلت لمستوى طولهم لكي احتضنهم و أهدء من روعهم :صغاري إنها رحلة عمل...و لن تطول المدة
بإذن الله...سأعود لكم بهدايا كثيرة.

سرت نحو الأمام ...توجهت للمكان الجديد
لقيت المطاعم و المقاهي و الأسواق
وجدت كل مالذ و طاب
نسيت كل شيء و انبهرت بجمال ما أرى
و شعرت بإحساس الحريه
فذهبت لأفعل ما أريد
و تمر الأيام
و يصبح كل شيء روتينيًا
و لكن روتين ممل...

عندما طال مكوثي في بلاد الغربه
شعرت بالوحشه
و كأنني تائه بوسط غابه في الظلام
بكيت شوقًا ...لطمت على خدي بحسرة
و لساني يردد راح نصف عمري بعيدًا عن فلذات كبدي...لم أراهم عندما كبروا
لم أسمع لصغيري عندما نطق بكلمة أبي للمرة الأولى...أراهم في صور لا مشاعر لا أحاسيس ...و لا مواقف تذكر