السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العنوسة : شبح يطارد الشباب (الفتي والفتاة) على السواء ، فنظرة المجتمع لا ترحم كل من تقدم به السن دون أن يتزوج ، وقد أصبحت العنوسة ظاهرة أكدتها الدراسات والإحصائيات فهناك 15 مليون عانس فى الدول العربية ، أرقام ونسب مزعجة لنسبة العنوسة في الوطن العربي تنذر بالعديد من الأخطار بل تسببت في العديد منها.
معدلات العنوسة في الوطن العربي :
تعتبر الأرقام والإحصائيات المعلنة تعبيراً غير مكتمل عن حجم المشكلة ، فهي تعكس قدراً أقل من واقع العنوسة في الوطن العربي ، حيث إن حجم المشكلة يزداد يوماً بعد يوم .
نستعرض في السطور التالية بعض هذه الأرقام :
* في مصر : كشفت دراسة رسمية أعدها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء : ارتفاع نسبة غير المتزوجين بين الشباب المصري إلى 37%، وأن أعداد العوانس الذين تجاوزوا الخامسة والثلاثين دون زواج وصل إلى أكثر من 9 ملايين نسمة من تعداد السكان، منهم 3 مليون و 773 فتاة ، وما يقارب 6 مليون شاب غير متزوج!".
* وفى سوريا :تكشف الأرقام الرسمية المنشورة: أن أكثر من 50 % من الشباب السوريين الذين وصلوا إلى سن الزواج عازفون عن الزواج ، أو عاجزون عنه ، وذلك بسبب عدم قدرتهم المادية.
* وفى الكويت: بلغت نسبة العنوسة بين الفتيات الكويتيات : 30%، وذلك نظرا لزيادة الأعباء المالية، والنفقات الباهظة، بينما وصلت نسبة الطلاق في الكويت 33 %.
* وفى الجزائر : أكثر من 51 % من النساء في الجزائر : يواجهن خطر العنوسة، وأنّ هناك 4 مليون فتاه لم يتزوجن، رغم تجاوزهن الرابعة والثلاثين عاماً، وأنّ نسبة المطلقات بلغت 36.9 % .
* في تونس : ارتفع عدد النساء العازبات : من 990 ألفاً في العام 1994 إلى أكثر من مليون وثلاثمائة في العام 2004، والنتيجة هي أن 38% من النساء قد أصبحن في عداد العوانس.
* في الأردن: بلغت نسبة النساء العازبات : في العام 2004 (40%) من النساء، أما نسبة النساء اللواتي لم يسبق لهن الزواج في الأعمار (15-49) فكانت 35% في العام 1979، فيما هي في العام 2004
(71,8%) .
* في دول الخليج واليمن : نسبة العنوسة : 35% ممن بلغن سن الزواج وتجاوزوا عمر 35
*في لبنان : نسبة العازفين عن الزواج من الجنسين : 90% ممن هم بين 25-30 عاماً
* فى فلسطين : نسبة العنوسة : 1% ممن بلغن سن الزواج وتجاوز عمر 35
*فى العراق : أعلى نسبة عنوسة : حيث بلغت 85% ممن بلغن سنة الزواج وتجاوزا عمر 35
* في كلٍّ من السودان والصومال :نسبة العزاب : 20% ، ممن بلغوا سن الزواج و تجاوزه.
الأسباب :
تعزي بعض الدراسات هذه الظاهرة الى أسباب كثيرة أهمها :
1- الوضع الاقتصادي : الذي يتضمن، في جملة ما يتضمن، غلاء البيوت، سواء كانت مستأجرة أم مملوكة ، والمهر ، وتكاليف حفلة العرس، والجهاز، إلخ.
2- شاءت الطبيعة : ازدياد نسبة الإناث عمومًا عن نسبة الذكور. وهذا الذي يبدو خللاً طبيعيًّا نلحظه في البلدان المتقدمة أكثر منه في البلدان النامية، ومنها سورية. وهذا قد يكون لحكمة ربانية، ربما لتخفِّف الطبيعة من غليان الذكور وتوتر العالم العسكري والسياسي. وأيضًا...
3 - لعل من أهم أسباب العنوسة : التفاوت الاجتماعي والثقافي، حيث غالبًا ما يرفض الأهل الزواج بسبب الوضع الطبقي و/أو الاجتماعي لأحد الطرفين لأنه "غير مناسب للطرف الآخر"، بغضِّ النظر عن الملائمة الفكرية أو العلاقة العاطفية التي قد تربطهما؛ مما يقود إلى تلك الحجة التي تتكرر دائمًا: "عدم التكافؤ".
4 -التمسك بالعادات والتقاليد: بعض المجتمعات العربية - وخصوصاً في مصر - لا يزوجون الفتاه الصغرى قبل الكبرى، وربما تصل الصغرى إلى سن العنوسة بسبب ذلك، والحجة مراعاة مشاعر البنت الكبيرة!.
5- الزواج من أجنبيّات: ويأتي هذا العامل كواحد من أهم أسباب العنوسة، حيث زادت معدلات الزواج من أجنبيات بسبب (يسر الزواج منهن) حيث أن الزواج قد لا يكلّف إلّاً شيئاً يسيراً، وخصوصا الزواج من الفتيات الروسيات، وفتيات أوروبا الشرقية، والصين، والهند، وخصوصاً للسعوديين، مما خلف العنوسة في المجتمعات العربية.
6- العنوسة الإختيارية : بمعنى أن اختيارها يتم بمطلق الإرادة وبكامل التصميم. لماذا؟
ربما يكون ذلك لعدم الرغبة في تحمل مسؤولية الأسرة والأطفال – وهذا ينطبق على الجنسين. أو قد يكون لأسباب نفسية، كتجربة تعرَّض لها أحد الطرفين وأدَّت إلى اتخاذ هذا الموقف (منها، مثلاً، قصص الحب الفاشلة، أو خيانة أحد الطرفين، أو الموت).
وقد ساهم أيضاً في ظاهرة العنوسة الاختيارية :أن المرأة المستقلة اقتصاديًّا تستطيع العيش وحدها في مسكن خاص بها؛ وهي، مع تقدم السن، تصبح مقبولة اجتماعيًّا ، خاصة وأن الأمان الإجتماعي في بلدنا، بشكل عام، قد زرع في نفسها الجرأة على اتخاذ قرار الإستقلالية عن الأخ المتزوج أو الأخت المتزوجة؛ وبالتالي، أصبحت هذه الفتاة غير مضطرة للزواج من أجل "السترة".
الأخطار :
لعل أبرز وأخطر الآثار التي تنتجها العنوسة تتمثل في زيادة الإنحلال خصوصا فى المدن الكبرى وما يتبعه من مشكلات لإثبات بنوة المواليد من زواج عرفى وزنا..أيضا الزيادة المطردة فى عدد اللقطاء وفي مصر وحدها مثلاً أكثر من 15 ألف دعوى لإثبات البنوة تنظرها المحاكم.
يتـــــــــــــــبع :