الصيام برئ من العصبية
ليس من المنصف أن نُقول أن سبب العصبية الصيام, لأن في الصيام جانباً روحانياً يؤدي إلى نوع من السكينة والاستقرار وأن الغالبية العظمى تغفل عن الحكمة الحقيقية للصيام وهي الوصول إلى درجة التقوى.
يؤكد الدكتور رجب عبد الحكيم أستاذ الطب النفسى أن الأصل أن العصبية تزول في رمضان، وسبب حدوثها لدى الإنسان يكمن في نظرته المادية لمفهوم الصيام وفهمه الخاطئ بأنه مجرد امتناعٍ عن الطعام والشراب وحسب، بينما في الحقيقية شرّع الله الصيام، بغية الحصول على مرضاة الله، وتهذيب نفسه وكبح جماحها عن كل شهوة وأن رمضان هو فرصة وموسم طيب للامتناع عن الكثير من عادات الطعام السيئة والتي من الممكن أن تزيد من عصبية المرء كالتدخين أو التعود على شرب بعض المشروبات كالقهوة وغيرها، إذ تؤثر سلبًا على جسده وتجعله يبدو عصبيًا أثناء صيامه وتصيبه بحالة من التوتر واعتلال المزاج ومن الحكمة الإلهية تكيف الجسم مع الأسلوب الذي يعوِّده الإنسان عليه ولا بد من تغيير الصورة الذهنية بأن الصيام سبب للعصبية, وذلك بالتوضيح بأن رمضان ليس متعلقاً بالماديات بل بالروحانيات وعبادة نتقرب بها لله عز وجل, وليس عبادة نمتنع فيها عن الطعام والشراب, وأن من نظر إلى رمضان على أنه امتناع عن الطعام والشراب فهو مخطئ بل هو فرصة للطاعات والعبادات.