(من يملك قلبها)
1-في الشعــر لــون له ذوقٌ هــو الغــزلُ====منه الصريحُ وخــافيُّ القصدِ مستترُ
2-أمــا الصريــحُ فمــرغــوبٌ لــه الثِــقَلُ====وذاك أبـلغُ في المعـنى لمن قـدروا
3-تمشــي على ثقــةٍ مـن نفــسها بخُــطًـى====مــوزونةٍ مشــيَ غـزلانٍ لـها أثـرُ
4-إذا ذكـرتُ وصالَ الحسنِ فالبشاشةُ عن===دها على حســنها نــورٌ علــى نظـرِ
5- تحارُ في صمتها الأشعارُ باحثةً====عن بحرها ما استطاعت ضبْطها الًصورُ
6-هذا الذي سوف يأتــيكم بشعــري عن=====ها موجــزٌ بعده الأخبارُ فانتظروا
7-رأيــت عيـــناً بها القــيعــانُ تجــتمــعُ====خلجــانُ مــاءٍ وأنهــارٌ بهـا الحَــوَرُ
8-فــي اللــيل بدْرٌ يقدُّ الغـيمَ يكشــفُ عن====وجــه بشقّــَيْنِ شعَّــت منهـما الفِكَرُ
9-في روضةٍ يرتــعُ المشــتاقُ بـين ظلا====لها علــى شجــرٍ في صــدره الـثَّمَر
10-ليس البعــيـدُ عن الأعــنابِ طائــلها====بــل الــقريبُ من النــيران ينصـهرُُ
11-تــفوحُ رائــحةُ الخــديْــنِ مــن جــسدٍ====أصــابه وابــلٌ والأصــلُ مُخْـتَمِرُ
12-ضوءُ الــنهـارِ على أنــحــائها وقــفـا====من تلك يا شمس في الدنيا لكِ قمرُ
13-إني على الوصفِ محتارٌ أيوصفُ بد====رٌ ظاهرُ الحسن منه الحسنُ ينحدرُ
14-لم تخــفَ إنْ لبستْ ثوبَ العــفـافِ فإ====لــهـــا شــرفٌ، مــنــها أنـا حــذِرُ
14-فالصدرُ ممتليئ مثلُ الكواعبِ في ال====جــناتِ أمــثالُه، والطَّرْفُ مُقْتَصِرُ
15-والجيدُ إن مسَّه الإبــهامُ صــكَّ نقــود====اً كالــقلائدِ مــن لــيْـنٍ بــه صُـور
16-ُفــيها الشبابُ على الخــدَّيْــنِ يرتســمُ====فصــلُ الربيعِ على النهديْنِ يفتخرُ
17-تبقى على الأصلِ كالزيــتونِ مورقــةً====أمُّ الجــمالِ عن التـجمـيلِ تعــتذرُ
18-يــا دهــرُ علــيها منــك نفــحةٌ فــتــظ===لُّ وصلةَ الشعرِ في الداريْنِ تشتهرُ
19-يا سعــد مــن قــد راّها في منـامه فـي====خِــبائها ظـلَّ مسحـوراً به السَّكَرُ
20-العشقُ في عيــْنِها والرمشُ ســاحرُهـا====والحـاجــبانِ سيـوفٌ حدُّها الإبَرُ
21-يا مــن لأجــلِ إشــاراتٍ تــرِفُّ عــلى====شِفاهها ظلَّ منصوباً كما الحجرُ
22-أمــا عـلــمــتَ بــأن الــحــبَّ يـبـدأُه ال====عشَّاقُ من نظرةٍ بالعيْنِ تُخْتَصرُ
23-إذا سعــيْــتَ علــى أشــيــائــها مــلــكاً ====تحــتاجُ مُعــجزةً لم يأتِها البشرُ
24-هل طــال مجنــونُ ليــلى ليــله هَــوَسا====أم نال عنترةُ شــيئاً، فيهما العبرُ
25-ترخــي حــبائلها فـي اللــيل تــنشُــرها====لا شيــئَ يستُــرها قد لفها الشَّعرُ
26-فــي الــصيف يبــدو كشلالٍ تفرقُــه ال====ريــاحُ من كَتِــفيْها السيلُ ينحدرُ
27-يــا سعــد مــن نــالــهـا بالحــبِ إن لــه====حــظاً كــأنــه مقــروءٌ له القـدرُ
28تصــطاد مــن طَرَفيْــها كــلمــا غَمَــزَتْ====ســاداةَ قومٍ فأردتْـهم كما الَّشرَرُ
29-فــأيهــم مــلأَ العــيْــنيــنِ واخــتــرقَ ال===فُؤادَ ،ذاك الذي في شعـره الدُررُ
30-يــا لاهــثاً خـلْفهـا مــن غــيــرِ توصِــيةٍ====منها على رِسْلِكَ الأسبابَ تفتقرُ
31-يــا طالــباً وصْلهـا مــن غــير مــوهِــبةٍ==== أشاعرٌأنت أم بالسيـفِ تقـتدرُُ
32-إنْ كنــتَ شــاعرها فــالشعرُ أقــربُ قـر===بانٍ إلى القلبِ بين الخـلْقِ ينتشرُ
33-ألســتَ ربَّ الــقــوافــي فــي زمــانـيَ يا====داودُ أنتَ ملكتَ القلـبَ يا بشرُ
34-من ذا الذي ينظمِ الأشعار مثــلك بي====علوتَ إذ نزلوا،قد فُزتَ إذ خسِروا
داود العرامين