تربع الغزل على عرش الشعر في العصر الجاهلي حيث كانت كل قصيدة لابد وان تحتوي على الغزل الذي يصف جمال المرأة حتى لو لم يكن الغرض من القصيدة اما الان سنعرض لكم مجموعة من الاشعار في الغزل الجاهلي
قيس بن الملوح
تذكرت ليلى والسنين الخواليا * وأيام لا تخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظل الرمح قصرت ظله * بليلى فلهاني وما كنت ناسيا
" بتمدين " لاحت نار ليلى وصحبتي * " بذات الغضى " نزجي المطي النواجيا
فقال بصير القوم ألمحت كوكبا * بدا في سواد الليل فردا يمانيا
فقلت له : بل نار ليلى توقدت * " بعليا " تسامى ضوؤها فبدا ليا
فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى * وليت " الغضى " ما شى الركاب لياليا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة * إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا
خليلي إن لا تباكياني ألتمس * خليلا إذا أنزفت دمعي بكي ليا
فما أشرف الأيفاع إلا صبابة * ولا أنشد الأشعار إلا تداويا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما * يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
عنترة بن شداد
بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ * إذا أتاني بريحهِ العطِرِ
ألذُّ عندي مِمَّا حَوتْهُ يدي * مِنَ اللآلي والمالِ والبِدَر
ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا * ما غابَ وجهُ الحبيبِ عنْ نظري
سقى الخِيامَ التي نُصبْنَ على * شربَّةِ الـأُنسِ وابلُ المطر
منازلٌ تَطْلعُ البدورُ بها * مبَرْقعاتٍ بظُلمةِ الشَّعر
تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وَهْيَ لاهِيَةٌ * كأنّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ
بيضٌ وسُمْرٌ تَحْمي مَضاربَها * أساد غابٍ بالبيضِ والسُّمر
صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جاريةٌ * مكْحولةُ المقْلتين بالحور
تريكَ مِنْ ثغرِها إذا ابتَسمت * كأسَ مُدامٍ قد حُفَّ بالدُّررِ
أعارت الظَّبيَ سِحرَ مقْلتها * وباتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر
خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتِنةٌ * تُخجلُ بالحُسنِ بهجةَ القمر
يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي * ترمي فؤَادي بأَسْهُم الشرر