جلست تنتظره فى المكان الذى اعتادوا اللقاء فيه، كانت لأول مرة منذ
إرتباطهم تشعر بالخوف والقلق خاصة بعد المكالمة المقتضبة التي دارت بينه وبينها يطلب منها لقاءه ضروريا فى مكانهما المعتاد، ذلك المكان الذي شهد أجمل وأرق وأرقى المشاعر التي جمعتهما منذ أكثر من سنة الآن، أنها تتذكر كيف تعرفت عليه فقد كانت تجلس على نفس المائدة التي تجلس عليها الآن تحتسي القهوة وتقرأ فى رواية عندما شعرت بعيون تراقبها عن كثب، رفعت عينيها فوجدته ينظر لها ويبتسم، لأول مرة تجد نفسها تنجذب لأحد بمثل تلك الطريقة، شيء ما في عينيه وإبتسامته جذبتها بشدة ولمست وترا حساسا فى قلبها، لأول مرة تعترف أن هذا الشخص الغريب اقتحمها دون أي مقاومة تذكر منها، عندما جاء ليتعرف عليها وجدت نفسها تتحدث معه بعفوية وصراحة لم تعهدها من قبل في نفسها فهي ليست سهلة المنال هكذا ولكن الغريب أنها وجدت نفسها تريد الإلتحام بهذا الرجل والتقرب منه والتعرف عليه وسبر أغواره، عندما صارحها بحبه وجدت نفسها لأول مرة تعرف معنى العشق والحب ودام حبهما ولقاءتهما سنة كاملة كانت في كل مرة كأنها أول مرة حب وتفاهم واحترام متبادل واهتمام ورعاية أشياء أصبحت نادرة الوجود في أي علاقة عاطفية موجودة حاليا حتى جاءها تليفونه المعتاد ليتفقوا على اللقاء ولكن هذه المرة كانت مختلفة الصوت الكلام حتى التنفس كانت مختلف، وهاهي تجلس منتظرة خائفة تشعر بألم فى قلبها لا تعرف لماذا تشعر بأنها آخر مرة ولن تراه مجددا ترى هل يريد قطع علاقته بها لماذا؟ أنها لم تفعل شيئا لتغضبه؟ بل على العكس تماما أنها تشعر ولأول مرة بالحب والتفاهم العميق بينها وبين إنسان، في غمرة كل تلك التساؤلات والحيرة والخوف من الدقائق المقبلة وما قد تحمله لها من ألم وحزن، تنبهت على علبة من القطيفة الحمراء توضع على مائدتها ويد ممدودة من ورائها تفتحها لها لتجد دبلتين وخاتم من الذهب الأبيض مرصعين بالماس يتلألأون، لم تفهم ما يحدث، أيعقل أن تكون كل مخاوفها أوهام وأن لحظات الرعب التي مرت عليها لم يكن لها معنى ولا أساس من الصحة؟
- ما هذا ؟ قالتها وهي تنظر فى عينيه مباشرة
- أحبك وأريد أن تكوني لي دائما وليس بضع ساعات نتقابل فيها ثم يذهب كلا منا إلى بيت مختلف ليبيت فيه، أريد أن أستيقظ فى الصباح لأجد وجهك بجانبي، أريد أن أحتضنك وأقبلك متى أشاء وأينما أشاء، أريد أن أخترقك كما أخترقت قلبك، ببساطة أعشقك وأريدك زوجة وعشيقة وليست حبيبة فقط، تتزوجيني؟
- نعم أريدك، أوافق
قالتها وهي ترتعش من السعادة قلبها يخفق بشدة ليس لأنه سيتركها كما كانت تعتقد بل أنه تشبث بها وبحبهما، نعم أنه اللقاء الأخير لاثنين تربطهما علاقة حب شريف كانا يفترقا ويذهب كل واحد منهم فى طريق، ولكنه بداية لعلاقة حب من نوع آخر، نوع أكثر عمقا وأكثر حبا، اللقاء ليس به فراق ولكن به سكون وصمت تعجز عن وصفه الكلمات لتبدأ المشاعر والأجسام والعيون التحدث فيه بحرية وحب .