الناس كمعادن الأرض
لو تأملت في الناس لوجدت أن لهم طبائع كطبائع الأرض.. فمنهم الرفيق اللين.. ومنهم الصلب الخشن.. ومنهم الكريم كالأرض المنبتة الكريمة.. ومنهم البخيل كالأرض الجدباء التي لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ.. إذن الناس أنواع
ولو تأملت لوجدت أنك عند تعاملك مع أنواع الأرض تراعي حال الأرض وطبيعتها ، فطريقة مشيك على الأرض الصلبة تختلف عن طريقتك في المشي على الأرض اللينة ، فأنت حذر متأنٍّ في الأولى بينما أنت مرتاح مطمئنٌ في الثانية، وهكذا الناس..
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم : الأحمر والأبيض والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحزن، والخبيث، والطيب" رواه أبو داوود والترمذي وقال حسن صحيح
فعند تعاملك مع الناس انتبه إلى هذا -وانتبهي- سواء تعاملت مع قريب كأب وأم وزوجة وولد، أو بعيد كجار وزميل وبائع.
فمعرفتك بطبيعة الشخص الذي تخالطه تجعلك قادراً على كسب محبته..
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، يعامل الناس كلاً بحسب طبيعته وميوله ، فدخل قلوبهم
والسؤال : هل يمكنك تغيير طباعك لتتناسب مع طباع من تخالطه؟
نعـــــم ...
كان عمر رضي الله عنه مشهوراً بين الناس بقوته وصرامته، وفي يوم من الأيام اختلف رجل مع زوجته وجاء يسأل عمر كيف يتعامل معها. فلما وقف عند بيت عمر ومدّ يده ليطرق الباب ، سمع زوجة عمر تصرخ به وعمر ساكت ، لم يصرخ ولم يضرب. فولى الرجل ظهره للباب وكرّ راجعاً متعجباً، أحس عمر بصوت عند الباب فخرج ونادى الرجل: ما خبرك؟؟ قال: يا أمير المؤمنين جئت أشتكي إليك امرأتي فسمعت امرأتك تصرخ بك!!
فقال عمر: يا رجل إنها امرأتي، حليلة فراشي، وصانعة طعامي، وغاسلة ثيابي، أفلا أصبر منها على بعض السوء؟!
وعموماً بعض الناس لا علاج له فلا بد من التكيف معه والصبر على خلقه، وغمر سيء أخلاقه في بحر حسنها،