استلقى سعيد فوق السرير ، صدره عاري تماما كالهواء ،ينظر إلى السقف باحثا عن الله ،جسده بردان يرتجف ويداه ترتعشان وعيناه تبرقان كذئب خارج الغابة، الطبيب يقف بجانبه ببذلته البلاستيكية الزرقاء اﻷنيقة يراقب نبضات قلب سعيد على شاشة سوداء. بدأ يغيب عن الوعي شيئا فشيئا ،أخد الطبيب سكين صغير معقم وحاد ،غرسه ببطىء شديد أسفل قلبه ، بقع دم دافئة تتساقط بهدوء كأزهار الخرنوب ، تمسحها بسرعة صديقة الطبيب بمنديل أبيض وناعم ، سعيد وجد الله في السقف أخيرا ، دموع مالحة تدرف من عينيه المغمضتين مع ابتسامة خفيفة تطفوا فوق وجهه الشاحب ، بدأ صوت اﻵلات يرتفع وأضواء خضراء تنطفىء وحمراء تشتعل ،خط أبيض مستقيم يرسم على الشاشة ، الطبيب يضع السكين من يده ويعلن فشل العملية ،يغادر غرفة العمليات مهزوما و مطأطأ الرأس ، صرخات تتعالى في الخارج ، توقف نبض قلب سعيد الذي لم يكن يملك في هذه الدنيا من السعادة سوى الإسم .