صباحك هذا ككلّ صباح، تستيقظ كأنّك لم تنم، والكلّ من حولك يتحرّك مسرعا مهرولا، تعلّموا أن لا داعي لأن يبتدؤوك ''بصباح الخير'' لأنهم يعلمون أنّك كائن متشائم.
لوهلة تتذكّر أنّك لا تريد أن تفطر، كي لا تتظاهر بأنك طبيعي، لكنّك تفعل مرغما، فتتناول فنجانك متراخيا، تشبّعه بالكافيين توقّيا من كارثة أخرى يسمّونها يوما جديدا. ترفع رأسك، تلقي نظرة على الساعة، تطيل التّأمل في حركة عقاربها دون أن تتثبت حقيقة إلى ما تشير، لا يزال الوقت باكرا، هكذا تكرّر دوما، مع أن الوقت دوما متأخّر..لكنك إمتلكت ما يشبه الحدس الديني العميق بأن كنه الحياة يكمن في التّحرّك ببطئ، لا شيئ يستحقّ أن تهرول نحوه.