يوم مصبوغ بالاحمر..
كان يوم حافل بالفرحة ؛موسيقى شجيّة أطربت مسامع الحاضرين ؛
تهنيئات توزّع من هنا و هناك؛الزوجة في أبهى حليّها ؛
تأثيرها مع هذه الألوان كان خاطفا للأنظار؛
تثير رغبة الرجال بهذا الجمال الفتان.
أما الزوج ؛فلم يكن ليهدأ له بال؛أرخى ربطة عنقه بضيقٍ .
لاحظت الزوجة قلق زوجها.
-لست في حالك المزاجي؟ما بك حبيبي؟
-مجرد ثورة من الاحاسيس على ما اعتقد حبيبتي ؛
تعلمين اني لا احب هذه الاجواء.
راح الزوج يسترجع في مرارة مقلِقة، أطرافاً من حديثها عن
قريبها العائد من الغربة
و الذي يقاسمهم الاجواء في نفس ذاك اليوم.
ضغط الزوج على كتف ابنه ذو الثاني عشر ربيعا و غمزه ليطفئ الشموع
في حين استوقفته الزوجة لتُحْضر صينية الشاي ليكتمل الحفل كما كان مقرّر له ان يكون.
أسرعت الزوجة الى المطبخ؛تبعها بخطى متخفية بعدما استغفل الجميع .
آسرته مفاتنها و هو يراها ترفع خصلات شعرها الحريري الذي إنسدل على ذراعيها الناعمين،
شهقت بخوف ..لانها كانت غائبه بعيدا عن حاضرها ..
اتصلت أعينهما.....أقفل الباب خلفه ..و تقدم بكل جرأة؛ بخطى مرتجفة ؛يخفي ارتعاشه بجلد صخري.
بقيت متسمرة في مكانها ... تنظر بخوف وخجل .. وفضول ..
أرادت ان تكون عادية؛ اقترب منها ... فلم تعد تحتمل ..
أغمضت عينيها بقوة ...
فأعادت فتحها على اثر لمسته على وجنتها ...كان قريبا جدا منها ...
في لحظة عبث احسّا وكأن الدنيا اسدلت عليهما ستارة تخفيهما عن الجميع ....
تخاطبت الايدي و ذابت الاروح بلا ارتواء ...و انسلخ العقل في هوة الشغف ..و تجاذبت المشاعر كالمغناطيس ..
وامتزجت الاجساد ..وغابوا؛فلا شيء يوصف بعد.
استثقل الزوج غياب الزوجة عن الجموع؛تفقّد العائد الغريب بلا أثر؛
إنسلّ الى مكتبه بصمت.
اقبلت الزوجة من المطبخ بخطوات راقصة تحمل صينية الشاي؛
تُوزّع ابتسامات الفرح،
حكم القدر على أن تُطالِع إبنها بنظرات المودّع..
في تلك اللحظة، تطايرت الحلوى، وتناثرت الدماء لتُصْبِغ ذلك اليوم بالأحمر..ليسرق الرعب إبنها.