بداية مشوار عظيم ، يدرك الطفل لِمَا عليه تهجي الحروف ويتعلم بمراحلٍ مستمرة ، وينهي دراسته . .
وفي ريعان شبابه لا تراه يمس كتابًا ولا مصحفًا وينفض كتبه كلما حان وقت الترتيب
أتراه نسي تهجي الحروف !
وغريب هو أمر العربي ، فإنه أتقن لغة غير لغته لمواكبة العصر الحديث ، وكم هو مؤسف بأنه لا
يستطيع إعراب جملة تعلمها بعمر الزهور .
كتابًا بين يديه ؟ بل آلاف الكتب تحاوط حجرته وتحمل معلومات كبيرة وتُبكي لمن لم يحصل عليها
فالكتاب أصل معناه سراجًا ، وغلافه سرمدي وآسر لكل من كان قلبه متعلقًا بالعلم والمعرفة
كيف لك بالتوهم وبالتجاهل أن تجعل من نفسك جاهلًا عندما تضيع كنزًا من كنوزك الثمينة
ويومًا تفكر كيف لك أن تصبح كاتبًا أو روائيًّا أو شاعرًا ، وتتكاسل عند القراءة دون أي تفسير منطقي
صاحب الهمة العالية والذي يطلب المزيد وحده قادرًا على إخراس جهله ، لأنه دومًا متلهف وعَطِش التعلم !
أيها العربي ، إن صديقك الأوفى هو الكتاب ، يلاحقك حين أردت الانجراف إلى نحو غير طريقك وينقذك
إن سر ضخامة الجهل تكمن من عدم القراءة ، إنها للحظة الأكثر حزنًا عندما تفارق كتابًا أرشدك . .
فإنه أوفى الأوفياء ، كيف لك أن تترك اللغة التي تنطق بها آيات ربك الكريمة ؟
قال سبحانه وتعالى في سورة العلق جلت حكمته :
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ )