ضاءَ الهدى من جانبِ البطحـــاءِ
حتى أحاطَ النـــــورُ بـــالظلمـــاءِ
من هاشــمٍ كانَ الغراسُ بأحمدٍ
وردُ الوجـــــودِ بيابسِ الصحـراءِ
لما دنـــا حتى تدلّـى وأســتوى
ميـزانُــــــهُ بالبعثـــــةِ العَصمــاءِ
كانَ الزمانُ على المدى يشتاقُهُ
شـــــــــوقَ المحبِ بلهفةٍ للقاءِ
قدْ جـــــاءَ والدنيـــــا عمـاءٌ أبكمٌ
بالكفرِ تَشري ســــلعةَ الجهـلاءِ
موؤدةُ الأعرافِ .... في أخلاقِـها
ظلــــمٌ يعيــــــقُ بـراءةَ الحنفـاءِ
يــا زهرةَ الإيمـــانِ في أغصانِها
قـدْ أينعتْ بالغيمـــةِ الخضــــراءِ
درّتْ ضـــروعُ الخيـرِ في أفيائِها
ريّــــاً لمفطــــــومٍ عن الأثـــداءِ
أوفـى ومـا أوفـى الزمانُ لقدرهِ
هل تسـتوي الأرضونَ بالعليــاءِ
يـا سيدي عذري إليكَ نقيصتي
عن سائرِ البُلغاءِ و الشــعراءِ
حرفي يئنُ بأسطري من حزنِهِ
كيفَ السبيلُ إلى نظــامِ ثنائي
لكنّهُ بـــــــوحُ الشعورِ بخافقـي
يُغري حـــــــروفَ الحبِ بالإملاءِ
يَهواكَ عقلي قبلَ قلبي سيدي
أنتَ الهــــوى يــا بدرَ كلِ سماءِ
أمّــــا فؤادي فالشغافُ شهيدُهُ
كشهادةِ العشاقِ في الشهداءِ
أنتَ الضيــاءُ أنــارَ كــلّ دُجنّـةٍ
وضيـــاءُ كلّ محجّـــــةٍ لعــلاءِ
يـــــا دوحــــةً قدســيةً لما تزلْ
ترقى لنحـــــوِ الله كل ســـــماءِ
يا أنتَ يا خيـــرَ الأنــامِ وأنتَ منْ
كنتَ البشيرَ وخــالصَ الخُلصــاءِ
منّـي إليكَ مع الســـــلامِ تحيةٌ
ولصـــاحبيكَ تحيــــــةٌ بدعــائـي
من أرضِ بغدادَ السلامِ عطورُها
تسـري إليكَ تمـــرُّ وسطَ قبـــاءِ
وتسيرُ في أرضِ المدينةِ تبتغي
من طيبةَ الدنيـــا ندى المتنائي
حتى تكونَ بوسطِ قبرِكَ سيدي
تمضي إليــــــكَ رحــالُها بولائي
فهناكَ روضـــاتُ الجنانِ يضوعُها
إسمُ الحبيبِ بأجملِ الأســـماءِ
هـا أنتَ فينا من عبيرِكَ نسـمةٌ
نشتمُها من دوحـــــــــةٍ زهـراءِ
بمقامِكَ المحمودِ مـا بينَ الورى
كالبــــــدرِ يحجبُ ظلمـةً بضيـاءِ
للهِ آمنــــــــةُ الطهــــورُ حليبُـها
إذ أرضعتكَ الطــــهرَ في الأبنــاءِ
من هاشمٍ ولهاشمٍ وبهــاشـمٍ
طهــــراً تنـاســـلَ طيبـةً بنقــاءِ
ماذا أقـــــولُ إذا لقيتُكَ لحـظــةً
وكشفتَ وجهَ البدرِ مثلَ ســناءِ
أأقـــولُ أخرسني الحيـاءُ وإنّـني
من قبلِ أن ألقــاكَ رهنُ حيـائي
أأقـــولُ خذني في جنابِكَ إنّـني
بكَ أسـتجيرُ بحسنِ ظنّ رجائي
أأقـــــولُ موعـــدُنا وحوضُكَ كوثرٌ
منْ لي بحوضِكَ أن يكـونَ روائي
أأقولُ ها أنتَ الرضيُّ ولـــم تزلْ
من بعــــــدِكَ الدنيـــا بغيرِ رضاءِ
أأقولُ خذني في خبائِــكَ لاجئاً
وخبــــــاءُ ضيفِكَ ليسَ كلَ خباءِ
إني لأرجـــــــو من لقائِكَ طيفَهُ
أشـــــــتاقُــهُ من وجهِكَ الوضّاءِ
أنتَ الذي أســـرى وعـرّجَ عالياً
فقربتَ فـي المعــراجِ والإســراءِ
حَمَلتْكَ أجنحةُ البــــراقِ مكـرّماً
للهِ طـــهرُ الحمــلِ يـــا مـولائـي
يــــا رايةَ الإسلامِ بيضاءَ الهـدى
منكَ الهــــدى بالرايــــةِ البيضاءِ
أبرأتِ من يأتيكِ طـباً لـــم يـــزلْ
طبَّ الهدى للســقمِ في الإبراءِ
بالمعجزاتِ وبالكتـــــابِ وبالهدى
خلفتَنا في شــــــــرعةٍ سمحاءِ
إنّـــا أعتصــمنا بـاتـّباعِكَ سيدي
إذ أنتَ خيـــــرُ منــــــارةٍ عصماءِ
ما أنجبتْ حـــــواءُ مثلَكَ مرسلاً
حتى سمـــوتَ الطهرَ في حواءِ
أنقـى الأنـــــــامَ محبـّـةً ومـودّةً
كالمـــــــاءِ يصفو من زلالِ المـاءِ
وكأنَ حوضَــــــــكَ نبعُ مـاءٍ طيّبِ
يسقي الهدى عذباً بكلّ ســقاءِ
مــــاءاً فــــراتاً من يديكَ مـسارُهُ
يــا طيبَ مـــــاءٍ من نـدى ونــداءِ
يا أسمَ من سُكبتْ على أسمائِهِ
كلُّ المحامدِ في علا الأســــماءِ
أمحمــــــدٌ ولأنتَ أحمــدُ لم تـزلْ
محمــــــــودُ ربٍ لـــــم تـزلْ بثناءِ
إني أحبُـكَ والــــذي خلـقَ الورى
حبــــــاً أراكَ به هــوى أهــوائي
أفديكَ من نفسي بنفسكَ سيدي
أفديكَ من أهـــــــلي ومن أبنائي
أفديكَ بالنفسِ التي تهــــواكَ مُذْ
أسلمتُ .... ما أفديكَ عندَ فدائي
أفديكَ من هـذا الفـــــــؤادِ دماءَهُ
إذْ أنتَ نبضٌ دافــــــــقٌ بدمــائي
شرّفتُ شعري فيكَ أنْ كنتَ الذي
من بعضِ منْ مدحوكَ في الشعراءِ
يا واحـــــــــةً بسخـائهِ عمَّ الورى
ولأنتَ يا طـــــــــــه عظيمُ سخاءِ
لا لستُ أُحصي في مديحِـكَ ذرةٌ
إذْ فيكَ يفنى العـــدُّ من إحصـائي
تُعطي الجزيلَ وأنتَ منْ يُعطي الندى
حتى هطلتَ بصيّـــــــــبِ الإعطاءِ
وطمعتُ منكَ بشربةِ الحوضِ الذي
من ريّـــهِ يُشـــفي من الإعيـــــاءِ
قدْ أثقلتني بالذنــــــــــوبِ معايبٌ
واللهُ يدري فــــــي الورى أخطائي
لكنَّ لـــــي أمــــلاً بربّـــي إنــــــهُ
غفّــــــــــــــــــارُ كلِّ كبيرةٍ عظْماءِ
أحسنتُ ظنّي فـيه إني مؤمـــــنٌ
باللهِ ذاكَ توسّـــــــلي ومنــــــائي
وعلمتُ أنّـكَ شــــــــافعٌ ومشفّـعٌ
منْ ذا ســـــــــواكَ مقدّمُ الشفعاءِ
يا منْ أحبُّ لقــــاءَهُ في محشري
بقيــامــةِ الأمــــوات والأحيــــــاءِ
يـا ســـــيدي ولأنتَ أحمدُ سيدي
أما ذكرتُكَ صــــــــــــبّ فيّ بكائي
طـــــــــالَ البعــادُ لقبةٍ خضراءَ في
أرضِ المدينـــــــــةِ دونَها صحرائي
فمتى أزورُكَ كي أقــــــــــولَ رأيتُهُ
ويزولَ عن قلبي قديــــــــمُ عنائي
أمحمــــــــدٌ إني أحبُّــــــــكَ ياندىً
قد عمَّ مثلُ البحـــــرِ في أحشائي
أنتَ الحبيـــــــبُ محبـــــــةً وكرامةً
إني مدحتُكَ في جــوى استحيائي
مدحي يشرفُني....مدحتُ محمداً
حتى رفعتُ الرأسَ في الأدبـــــــاءِ
لكَ من فؤادي مدحــــــــةٌ وقصيدةٌ
وجميلُ وصــــــــفٍ في جميلِ بهاءِ
صلّــــــى عليكَ اللهُ في عليائِـــــهِ
يـــا خيرَ من صلى على الحصبــاءِ
والآلُ من طهرِ الســــــلالةِ والتقى
ممن ذكرتُ بصحبــــــــــــــــةٍ وولاءِ
وصحابِكَ الغـــــــــرِّ الميامين الألى
أصفــــــــوكَ عمرَهُمُ ... بخيرِ صفاء