أكثم ابن صيفي
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ * وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً * كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ * مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ * عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا
فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ * لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا * عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه
خليل مطران
بلادي لا يزالُ هواكِ مني * كما كانَ الهوى قبلَ الفِطامِ
أقبلُ منكِ حيثُ رمى الأعادي * رُغاماً طاهراً دونَ الرَّغامِ
وأفدي كُلَّ جلمودٍ فتيتٍ * وهى بقنابلِ القومِ اللئامِ
لحى اللّهُ المطامعَ حيثُ حلتْ * فتلكَ أشدُّ آفات السلامِ
الكاظمي
ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراًُ لهُ * فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ
ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحاً لهم * فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ
ومن كانَ في أوطانهِ حامياً لها * فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ
ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى * فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ
مصطفى صادق الرافعي — بلادي هواها في لساني وفي دمي
بلادي هواها في لساني وفي دمي * يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ * ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها * يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ * فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها * فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
على أنها للناس كالشمس لم تزلْ * تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها * تجبه فنون الحادثات بأظلم
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره * أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها * فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم
وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها * وهل يترقى الناسُ إلا بسلم
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ * على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ * إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم
إبراهيم المنذر — أنا حرٌّ هذي البلاد بلادي
أنا حرٌّ هذي البلاد بلادي * أرتجي عزّها لأحيا وأغنم
لست أدعو لثورةٍ أو يزالٍ * لست أدعو لعقد جيشٍ منظّم
لست أدعو إلاّ لخير بلادي فهي * نوري إذا دجى البؤس خيّم
إنّما الخير في المدارس يرجى * فهي للمجد والمفاخر سلّم
وحّدوها وعمّموا العلم فيها * فدواء البلاد علمٌ معمّم
إنّ من يبذل النّقود عظيمٌ * والّذي ينشر المعارف أعظم
لا أباهي بما أنا اليوم فيه * نائباً يجبه الخطوب ويقحم
أحمد شوقي
إِذا عظَّمَ البلادَ بنوها * أنزلتهمْ منازلَ الإِجلالِ
توَّجتْ مهامَهمْ كما توجوها * بكريمٍ من الثناءِ وغالِ
أعرابي
ذكرتُ بلادي فاسْتَهَلَّتْ مدامي * بشوقي إِلى عهدِ الصِّبا المتقادمِ
حننتُ إِلى أرضٍ بها اخضرَّ شاربي * وقطِّع عني قبل عقدِ التمائمِ