إن مما إنتشر من العادات السيئة بين فئة من الأسر عادة التفرقة بين الأولاد ، فترى أحد الوالين او كلاهما يفرقان
بين الأخوة على أسس شتى ، فقد يفرقون بينهم على أساس الجنس أو على أساس العمر أو على أساس الذكاء
أو على أساس الجمال ، و منهم من يتطرف بالتفرقة إلى حد أسوأ من ذلك بكثير فيربط مولد أحد أولاده مثلاً
بحادثة سوء حصلت له فيحمل ذلك المولود وزرها! و لا شك و لا أدنى ريب في أن كل ما سبق مكروه
منبوذ عقلاً و محرم حراماً بيناً شرعاً.
إن الحق كل الحق في العدل بين الأبناء ، و هنا يجب الإيضاح فالمطلوب هو العدل و ليس المطلوب المساواة!
فلا يمكن المساواة بين المختلفين و إنما ما يمكن هو العدل بقدر ما يستطيع الإنسان لأن العدل 100% محال على البشر
، فالعدل أن تعطي كل طفل حقه فلو إشتريت لإبنك الكبير ثوباً و جب عليك شراء مثله نوعاً لإبنك الصغير ،
و لربما يكون ثمن الثوب الصغير أقل من الثوب الكبير فلا حرج في ذلك ، فكما قلنا فإن المطلوب هو العدل و ليس المساواة.
كذلك قد تحتاج الأنثى مثلاً إلى بكلات للشعر و لا يحتاج الذكر لمثل ذلك فلا حرج في ذلك كذلك لنفس السبب ألا و هو
أن المطلوب هو العدل و ليس المساواة ، كذلك فإنه يتوجب أن تعطي مصروف جيب لإبنك في الجامعة أكثر من إبنك الذي
في الإبتدائية في المدرسة و تكون بذلك عادلاً و لا يشترط التساوي.
إن التفرقة و عدم العدل يورث الضغينة بين الأخوة و يتسبب في كراهية الطفل لإخوته المفضلين عليه فهو يشعر
أنه دائماً هناك من إخوته من هو أفضل منه ، و حذار أخي القارئ أن تستهين بالأمر فالأمر قد يصل لحقده على إخوته
بل و على أبويه مما قد يدفعه - بوسوسة الشيطان له - أن يقترف من الإثم ما لا يحمد عقباه
فتمثلوا قول الله تعالى و إعدلوا فإنه أقرب للتقوى