التّولي و التّخلي :
الصحابة الكرام هم قمم البشر ، في بدر ماذا فعلوا ؟ خضعوا لله .
﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ﴾
[سورة آل عمران: 123]
أي افتقروا فانتصروا ، افتقروا إلى الله فانتصروا ، هم هم ، ومعهم سيد الخلق وحبيب الحق ، في حنين اعتدوا بعددهم ، فلم ينتصروا .
﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾
[سورة التوبة: 25 ]
الآن أضع بين أيديكم هذه الخبرة ، ما في مؤمن على وجه الأرض يقول : أنا إلا ويؤدب ، أما إذا قال : الله ، فالله يتولاه ، فالصحابة الكرام في بدر قالوا : الله ، فانتصروا ، في حنين قال : نحن كثيرون ، فلم ينتصروا ، المخلص أنت بين التولي والتخلي ، تقول : الله ، يتولاك الله ، لذلك قال تعالى :
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾
[سورة آل عمران: 159 ]