قصة مقتبسة من الواقع
اليوم، ليس كباقي الأيام التي خلت بالنسبة للعائلات الفقيرة الخمسون الساكنين في الأحياء القصديرية، على طرف المدينة قرب الوادي أين تتدفق قنوات الصرف الصحي مخلفة روائح كريهة لا يطيق تحملها الزائر،بينما لا يأبه لها سكان الحي.
اليوم، وعلى غير العادة، جاء موزع البريد إلى الحي و الابتسامة مرسومة على وجهه.
سلم لكل أب عائلة استدعاء لاستلام مبلغ مالي في مركز البريد.
كل واحد من هؤلاء اندهش وأراد أن يعرف من أين جاء هذا المال. لا موزع البريد أجابهم، ولا غيره. استلموا المال،صرفوه على عائلاتهم والحيرة تلازمهم.
بعد شهر، جاءهم نفس الاستدعاء، واستلموا مبالغهم...وهكذا لمدة عامين و نصف.
عند الدخول المدرسي، كل من له أولاد في سن الدراسة، يستلم مبلغ أكبر، وكذا في شهر
رمضان والأعياد.
لقد ألف هؤلاء الفقراء هذه المنحة المجهولة المصدر،لدرجة أنهم اعتبروها حق لهم وما
إن رأوا موزع البريد حتى يسألوه: هل وصلت الحوالة البريدية؟ لقد تأخرت علينا هذه المرة. فيبتسم لهم ساعي البريد ويقول : لا أعلم.
عند مرور عامين ونصف على أهل حي القصدير، لاحظ الناس أن النعمة أصبحت بادية على سكان الحي الفقير،سواء في الأكل أو اللباس،حتى بعضهم استطاع اعادة بناء منزله.
حسب سكان وأعيان المدينة ،أن رئيس البلدية هو صاحب النعمة وأثنوا عليه أيما ثناء.
في صباح يوم جمعة سرى في أهل المدينة، خبر وفاة الحاج عبد القادر،أغنى رجل في المدينة وحضر جنازته ناس كثر. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.
مر شهر وشهرين وثلاثة ولم يستلم أهل حي القصدير منحتهم المجهولة المصدر.
تيقنوا بعد ذلك أن صاحب نعمتهم هو الله ثم الحاج عبدالقادر.
صار الناس كلهم يترحمون عليه كلما تذكرونه.
،