تقبلي عيوبه واصفحي عنه.. إنه زوجك
إنهما الأمران اللذان يضمنان لك بكل تأكيد أن زواجك سيعبر المحيط المتلاطم الأمواج بكل سلام، وأن هذه العلاقة المباركة التي تقوم على ميثاق غليظ ستبقى صامدة في وجه الرياح العاتية مهما كانت التحديات والصعوبات، إنهما أمران صعبان ليس كل زوجة تستطيع أن تحققهما، ولكن مردودهما كبير ونتائجهما عظيمة لمن كانت تمتلك الهمة الصادقة والعزيمة القوية والرغبة في الحفاظ على استقرار حياتها الزوجية.
تقبليه رغم عيوبه
لا يوجد إنسان كامل وكل رجل تعتريه عوامل الضعف والقصور والعيوب، ولكن الزوجة الناجحة هي الوحيدة التي استطاعت أن تتفهم عيوب زوجها وأن تتعايش معها بدون أن تشعره بالذنب أو التقصير، وبدون أن ترثي لحالها فيما بينها وبين نفسها لأنها تدرك يقيناً أنها إن فعلت ذلك فسينعكس على سلوكها وعاطفتها.
إنها الزوجة التي استطاعت أن ترى هذه العيوب في شخصية زوجها ثم تعيد تقييمها وترجمتها بحيث ترى هذه العيوب وأوجه الضعف والقصور بمثابة ميزات ونقاط قوة.
إن الزوجة المحبة هي التي ادخرت مشاعر الحب والاحتواء والعاطفة الصادقة في قلبها طوال عمرها للإنسان الذي قدر الله تعالى أن يكون شريك حياتها ووالد أبنائها، ولذلك فرغم أي عيوب في شخصيته تكون قادرة على رؤية ما هو إيجابي والتعايش مع ما هو جيد، وبإمكانها وبصدق عاطفتها وقربها من ربها عزّ وجل أن تصلح الكثير من هذه العيوب إذا استطاعت أن تجعل زوجها يحبها فسيكون بين يديها مثل الطفل الصغير الذي تستطيع أن تغرس في قلبه وروحه الكثير والكثير من المعاني الطيبة والخصال الحميدة.
اغفري له وسامحيه
الحياة الزوجية تكون حافلة بالكثير من الأخطاء وربما الخطايا وهذه الأخطاء تكون ناجمة عن سلسلة متشابكة وعريضة من العوامل والملابسات، ولكن الزوجة التي تريد لزواجها أن يمتد حتى آخر العمر قد حسمت أمرها وحددت اختيارها ولم تتردد في أن تصارح نفسها بأنها ستسامح هذا الزوج وستغفر له مهما حدث، وحتى يريها الله أمراً آخر عندها فيه نور وبرهان، لذلك فهي لا تجد نفسها في حالة صراع مستمر مع النفس ومع كل ما تعتبر أنه خطأ أو زلل وقع فيه زوجها، وإنما تسعى إلى الإصلاح والتقويم والتغاضي لأنها تدرك أنها هي الأخرى ليست منزهة عن الأخطاء وأنها كثيراً ما تحتاج من هذا الزوج أن يكون صفوحاً طيباً عفواً.
الزوجة التي تعبر بعلاقتها الزوجية في كل المحن والابتلاءات هي التي تسعى أن يغفر الله تعالى لها كل ذنوبها وبالتالي فهي تدرك أن أولى الناس بصفة التغاضي والتسامح في حياتها هو ذلك الإنسان الذي اختاره الله تعالى لها لكي يشاركها عمرها، ومن هذا المنطلق فهي تجعل المغفرة والصفح عنواناً لأيامها مع هذا الإنسان وتلتمس له الأعذار التي ربما لا يلاحظها هو نفسه.