أهمسُ !
والنفسُ أمّارةً بالسوءِ
تحتَضِنُ اللَّظى
وجذوةُ عِشقِها مَقتولْ
فمقاصِلٌ نُصِبَتْ هنا
وهُناكَ أرواحُنا
تروي فضولْ
جرحانِ والدمعُ ثالثهما
والدِماءُ سيولْ
هُنا يستوطِنُ الدمعُ النديّْ
وعلى أملِ اللقاءْ
تنامُ وتصحوا فصولْ
أيّا قلبُـ !
تجمَّل وأصطَبِر وأمضي بلا ثأرٍ
فعلى المواجعِ تسري خيولْ
أيّا قلبُـ !
إِعمل بما يرضي الإِله
وإِنطِق بالشهادةِ
وأرتقي قبل القصولْ
أيّا قلبـُ !
شاخِصَةً أَبصارنا
وفي الروحِ لذكراها
عِشقاً يطولْ
فَمِنها قَبَسات نورٍ
خالِدٍ بعد الأفولْ
أيّا قلبـُ !
قد خابَ جلاّدُ الردى
أَن يقتَّصَ مِن قلبي
ويأخذُ بالعقولْ
شُلَّتْ يدُ الجلاّدِ
وعاشَ مَبتور الأصولْ
قاسَمَتُ النوى مرارةَ عيشه
فَـ يااربُ !
أَنعِمّ بالنزولْ
وللسماءِ فاضَت أَرواحَنا
تشكوا الأنينَ
وشاهدةً تقولْ
عِشتُ الحياةَ حالِماً
بينَ جنباتِها
وغدراً قضى قدَري
وبقضاءْ الله ليس لي
إِلا قبولْ
ياملاكَ الروح سلّها
صحراءُ همِّي
ترتجي مِنها رسولْ
فلِتشدو قيثارتي لحناً
وعلى أطلالها أُسجى قتيلاً
فوق الثرى محمولْ
فما غابَتْ أنّاتُ جرحي
وبريقُ عيني
يختفي خلفَ الهمولْ
وجهُكِ البدريُّ كالثريا ماثِلاً
وفي سماءِ عشقي
شامِخاً مجلوُلْ
ليَعِشْ خالِداً طبعُ الهوى
وفي مهجتي سالِماً موصولْ
لِتَحُفَّ بِنا جنائِنُ الرضوانِ
بغرامٍ مُخلَّدٍ مقبولْ
جِئتُ أُرثيكِ أيامي وأحلامي
بالمِدادِ
وأَقلامي تصهلُ كالخيولْ
وعلى الأوراقِ أكتبُ همستي
وأشربُ دمعتي
وأقولُ هيّا يابتولْ
مرابعي الجرداءُ تبَسَّمَتْ
وأينَعَتْ لمقدَمَكِ المَهوّلْ
والأنباءُ تَأتي شاحِبه
تأكلُ مني هامتي
تمتصُ مني مهجتي
وأنا المُعنّى فحلُ الفحولْ
أسمعُ من بعيد !
أصداءُ فَرَحٍ ، دبكاتُ عُرسٍ
وعلى الطُرُقاتِ دقّاتُ الطبولْ
وكوكَبَةُ الأحبابِ تجمَّلَت وهللَّتْ
وخير الكلامِ أَختمُ
بالصلاةِ على الرسولْ