وسادة الضمير
دخلت مكتبه ...ذاك المكتب المخملي ’’’
متعجرف يتكلم من رأس أنفه ,,, ويخاطبني بكلمات مختصرة
سألته طالبا العمل ,,, فأجابني بالنفي ’’’
ومن ثم قال اخرج وخذ الباب في طريقك
خرجت وعلامات عدم الرضى تجول في رأسي ’’’
مشيت في الشارع ,,, مرهق الأفكار ’’’ مكسور الخاطر ’’’ حاولت أن أجبر الكسر عبثا فعلت ’’’
قلت في نفسي :
لا تلم نفسك لضياع تلك الوظيفة رغم أنها تحمل أحلامك ورزقك ورزق أطفالك ,,, نعم أنت شعرت بالفرح عندما اتصلوا بك للمقابلة
بعد أن قبلوا أوراقك الشخصية ’’’’ ولكن هكذا هي الدنيا ...؟؟؟
ولما تركض خلف دنيا فانية ,؟؟؟,, ما هو لك سيأتيك ’’’ وما هو عليك سيصيبك حتما ’’’ توكل على الله ’’’
اتزنت ’’’ ووصلت البيت ,,, ولكن عيوني ما زلت غائرة في حزن دفين ,,,
أستقبلني أطفالي بفرحهم وصخبهم ومشاكلهم ’’’ نسيت لبرهة ’’’ ولكن نفحات الحزن عاودتني
عندما نام جميع من في البيت ,, ورقدت على وسادة الضمير ’’’
كم هي مؤلمة تلك الوسادة أحيانا ,,,
كلما عدت إليها تلخص لي يومي ’’’ وترهقني بحسابها ’,’’ أشبه حسابها أحيانا ,,, بحساب اليوم الأول في القبر,,
تجردني من أفكاري ,,, وتحوم في رأسي أفكارا أخرى ’,’’
وهذه المرة حكمت وسادة الضمير علي بأنني مذنب ’,’’
مذنب ’’’ كيف ذلك ؟؟ هو رجل متعجرف يخاطبني وكأنني عبد عنده ’’’
نعم أنت مذنب ’’’ لأنك حكمت منذ الوهلة الأولى على مكتبه وشخصه بأنه متعجرف و متكبر
ولم تسمع كلامه ’’’ ولم تناقشه في موضوعك ...ولم تقل له أن شركتك من اتصلت بي
قررت أخيرا أن أعود إليه في الصباح ’,’’
وفي الصباح ,,, جمعت أوراقي ثانية وعدت إليه ’’’
طرقت الباب ولم أقرعه ومن ثم دخلت المكتب المخملي ’’’’
صعقت ,,, ليس ذاك المتعجرف خلف الطاولة
سألته عن المدير المسؤول عن التوظيف
فأجابني بأنه هو نفسه’’’ وبعد أن رأى علامات الاستغراب بادية على وجهي
سألني عن سبب استغرابي ’’’
فحكيت له عنما حصل البارحة ’,’’
فقفز من مكتبه يعتذر لي ’’’ ويقول
اعذرني ارجوك ’’’
أنت مقبول لدينا في الشركة ’’’’ وستبدأ العمل منذ الغد
انسى ما حصل البارحة
لأنني غادرت المكتب لأمر طارئ
ومن تكلمت معه
هو رجل التنظيفات في الشركة هو رجل عقله ليس سويا
ويعمل لدينا من أجل أن لا يتجول عاطلا في الشوارع ’’’
اعذرني ارجوك
قبلت اعتذاره ,,, وخرجت شاكرا له ومن ثم طرت الى البيت
عائدا الى غرفتي بسرعة
لأقبل وسادة الضمير وأشكرها ’’’’’