السؤال:
هل حَلْقُ شعرِ المولود في اليومِ السابعِ يكون بالموسى الحادَّةِ بحيث يصبح رأسُه أَمْلَسَ لا شَعْرَ فيه، أم يُكتفى في الحلقِ بالآلة والتي تترك أَصْلَ مَنابِتِ الشعر؟ وبارَكَ اللهُ فيكم.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالسُّنَّةُ في الحَلْقِ في باب العقيقة إنما هي إزالةُ الشَّعْرِ عن المولود يومَ سابِعِه بأيِّ وسيلةٍ أَمْكَنَ إزالتُهُ بها بلا ضَرَرٍ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ، تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ، وَيُسَمَّى»(١).
فيقال: «حَلَقَ شَعْرَ رَأسِهِ يَحْلِقُه حَلْقًا وَتَحْلَاقًا»، أي: أزال الشعرَ عنه، وهذا يكون بإرادته، وقد لا يكون بفعله.و«يُحْلَقُ له» أَعَمُّ مِن أَنْ يكون بإرادته وفِعْلِه.
أمَّا إذا بالَغَ في الحلق فيقال: حَلَّقه تحليقًا؛ فيُشَدَّد إمَّا للكثرة أو للمُبالَغة، كما قال تعالى: ﴿مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ﴾ [الفتح: ٢٧]، والتحليقُ إنما يكون بالموسى أو الشفرة لكونها الأداةَ التي تُزيلُ نَوابِتَ الشعرِ الدقيقةَ؛ ولهذا وَصَفَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الخوارجَ بقوله: «سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ»(٢)، وهو المُبالَغةُ في الحَلْقِ وكثرةُ استعماله.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.