أبسط الأشياء تسعد المرأة
انَّ طبيعة كلا الزوجين تختلف من حيث التعبير عن مشاعرهما،فالمرأة تميل إلى إظهار مشاعرها بإتِّباع العديد من السلوكيات التي تُعبِّر من خلالها عن حبها ومشاعرها نحو زوجها، قاصدةً منها التقرُّب منه وإشعاره بحبها له، على عكس الرجل تهتم بهذه المشاعر وتُضفي لها قيمةً قد لا يفهمها بعض الأزواج، لكن طبيعة الرجل تعتمد على عدم الاهتمام بالأمور البسيطة التي قد لا تشكّل لديه أهميَّة كبيرة؛ لذا فهو عندما يتعرَّض لهذه المواقف السلوكيَّة يتفاعل معها في الغالب بشكل سلبيّ، مُدلِّلاً على ذلك بإهتمام المرأة ببعض الأحداث والمناسبات والاحتفال بها، في ظل عدم تنبُّه الرجل لها، أو إبداء إعجابه بها، مما يؤدِّي إلى تقليله من أهميتها، أو تقديره لشعورها، لافتاً إلى أنَّ الأمر المُتوقَّع في مثل هذه المواقف، أن يُظهر الزوج الإحساس بزوجته، وعدم التقليل من قيمة ما تصنعه من أجله مهما صغرت بعينه هذه الأمور، أو قلَّ شأنها عنده، وهذه الأمور وعلى الرُّغم من بساطتها، إلاَّ أنَّها يمكن أن تُسهم في تجديد علاقة الزوج بزوجته بشكل يساعد على استمرار علاقتهما وتقويتها.
يؤكد الدكتور رجب عبد الحكيم أستاذ الطب النفسى أن اهتمام الزوجة بإظهار مشاعرها والتعبير عنها يعود في الغالب إلى العديد من العوامل التي لها دور أساس في تكوين شخصية كل منهما، وأنَّ الزوج في الغالب ينشأ اجتماعياً نشأةً ذكوريَّة مبنيَّة على عدد من القيم الاجتماعية المُتَّفق عليها، والتي تؤكِّد على خشونته وقدرته على مواجهة الصعوبات وتعقيدات الحياة والمشكلات الاجتماعيَّة، وأنَّ المرأة في المُقابل تنشأ اجتماعياً على الاهتمام بالجوانب العاطفيَّة، وعدم الخجل من إظهار مشاعرها، و أنَّ العلاقة الزوجية تحتاج لأوقات من المرح واللعب واللهو البريء الذي يضفي عليها جواً من المتعة والسعادة، مُبيِّناً أنَّ على الزوج العناية بذلك، والإعداد له، وبذل الوقت والجهد والمال لتوفيره، إلى جانب عدم إهمال زوجته من النواحي الجسديَّة أو العاطفيَّة، مؤكِّداً على أنَّ تجاهل ذلك قد يتسبَّب بمشكلاتٍ زوجيَّة تؤثِّر على استقرار الحياة الأُسريَّة واستمرارها.