الرجل اللي باع بنته فصار بسببها غني
كنت ادرس في الجامعة ، وكنت اشتكي لـ أبوي هم الدراسة وتعبها ، واني ما أظن انه في أمل اني أتوظف
اذا خلصت ، فقال لي أبوي لا تقول كذا ! ولو انك دعيت الله بصدق انه يوفقك ما كان قلت هذا الكلام .
بعدها قال لي أبوي اسمع هذه القصة اللي يقصها لنا صاحبها ... يقول أبوي :
كنا نسكن قرية بين المدينة المنورة ومكة المكرمة ، وكنت متوظف بالمرحلة المتوسطة وظيفة
راتبها ضعيف ، وكانت الأوضاع مو مثل الأن ، يعني كان فقر لا يعلمه إلا الله .
وكنا نجتمع كل يوم في الليل عند محطة السيارات على الطريق العام بين المدينة ومكة
نسهر ونلعب بلوت ، وندور العشا ، ومره شفنا كم شاحنة وقفت مع بعض
ونزلوا السواقين ونزل معاهم رجال كبير في السن ، وجلسوا وطلبوا العشا ، بعدها هذا الرجال الكبير في السن
نادانا وطلب منا إنا نتعشى معاهم ، يقول أبوي فرحنا إنا بنتعشى بلاش ، وجلسنا معاهم ، وبعد العشا صار
يكلمنا هذا الرجال الكبير في السن عن أحوالنا في القرية ، وصرنا نشتكي له الفقر وان فلوس الوظائف
ما تكفينا ، فقال لنا هذا الرجال : انتم دعيتم الله انه يغنيكم ؟ قلنا أيه ، قال دعيتم بصدق ؟
بعدين قال لهم هذا الرجال بقول لكم قصتي حتى تعرفون كيف يكون الدعاء بصدق !
يقول هذا الرجال : أنا من سكان مكة ، وان هم وغم لازمني في حياتي بسبب فقري الشديد اللي ما يعلمه إلا الله
وفي الأخير حسيت ان عيالي بيموتون من شدة الجوع ، وفكرت وما حصلت قدامي إلا اني أبيع وحده من بناتي
( في ذاك الوقت كان البيع موجود في السعودية ) ، وقررت أبيع بنتي الصغيرة ، اللي عمرها خمس سنوات
مع إنها أحب بناتي لي ، وقلت بنفسي اذا سألتني زوجتي عنها ابقول لها إنها ضاعت !
ويقول هذا الرجال : وأخذت بنتي الصغيرة إلى السوق وبعتها لرجال مقتدر بعشرة قروش .
بعدها صارت بنتي تطالع في وقالت لي : أبوي ليه تتركني مع هذا الرجال ؟ وبعدها صديت وجهي
عنها وانا امسح دموعي وقلت لها : أبرجع بعدين أخذك يا بنتي !!!
يقول وبعدها رحت السوق واشترى بأربعة قروش أكل لعيالي ، وحطيت القروش الستة الباقية في جيب ثوبي
وبعدها استأجر حمال عشان يشيل لي هذا الأكل الكثير إلى البيت ، وبعدين وانا في الطريق للبيت التفت وراي
إلا الحمال مختفي ومعه الأكل ، ودورت عليه لكن ما حصلت له أي اثر ، بعدين رجعت إلى السوق مره ثانية
حتى اشتري أكل من بقية القروش اللي معي ، لكن اكتشفت ان القروش الباقية اللي كانت في جيبي ضاعت !!!
يقول وبعدها جلست على الأرض وما قدرت اقف على رجولي ، وصرت اكلم نفسي من شده القهر !!!
بنتي وبعتها !!! والحمال اختفى بالأكل اللي معه !!! وبقية القروش ضاعت !!!
وعيالي بيموتون جوع !!! أنا الأن ايش راح أقول لزوجتي وعيالي إذا سألوني عن بنتي اللي بعتها ؟؟؟
يقول فكرت بالرجعة للبيت ، لكن تذكرت زوجتي وايش راح يصير لها إذا قالت لها اللي صار لي .
وبعدها رحت للحرم وانا ابكي ، وصليت ودعيت الله بصدق عند الكعبة أنه يفرج همي ، لان الدنيا ضاقت علي
وسبحان الله بعد دقايق قليلة جاء الفرج من الله ، يقول وجاء الرجال اللي اشترى بنتي يطوف بالكعبة ومعه بنتي
وشافني ابكي عند الكعبة ، بعدها جاني ومعه بنتي الصغيرة ، وحط يده على كتفي وقال لي :
وش فيك ؟ أنت رجعت في بيعتك ؟ يقصد بيع بنتي ! قالت له لا ، لكن ..... وعلمته باللي صار معي
فقال لي هذا الرجال اللي اشترى بنتي : خذ بنتك أنا ما أبيها ، والقروش اللي أعطيتك هي صدقة عليك .
يقول أبو البنت وبعدها أخذت بنتي وكأنها نازله علي من السماء ، وشكرت الله على انه ردها لي
وبعدين وأنا في الطريق لبيتي شفت الحمال اللي كان معه الأكل جالس بجنب بيت من البيوت ومعه الأكل
وقلت له أنت وين كنت ؟ قال الحمال أنا ضيعت الطريق وراك وجلست هنا انتظرك .
وبعدها راح الحمال معي إلى البيت ، وبعد قليل وأشوف القروش الستة اللي ضاعت مني طايحه
على الأرض وأخذتها ، وجيت البيت وذكرت القصة لزوجتي وعيالي .
ويواصل هذا الرجال كلامه ويقول وبعد هذه القصة فتح الله علي كنوز الدنيا ، وراحت همومي
وصرت تاجر في مكة ، وبعدها نقلت إلى جدة وأنا الأن تاجر كبير فيها ، وهذه الشاحنات كلها لي
والفضل لله في هذا ثم لذاك الرجال اللي أعطاني القروش العشرة وأنا ما اعرفه .
يقول أبوي والأن ما ادري هل هذا الرجال حي أو ميت ، لكن قصته أثرت في ، وصرت ادعي الله انه يفتحها
في وجهي ، وبعدها كملت دراستي بالليل وأنا اشتغل في النهار ، وكملت الثانوي ، وكملت الجامعة وكملت
الماجستير ، وتوظفت وظيفه ثانية راتبها عالي وتزوجت ورزقني الله بك يا فارس أنت واخوانك واخواتك
والفضل لله وحده ، ثم لهذا الرجال وقصته .
وفي الأخير القصد من هذه القصة : أنه لابد إنا نصدق في الدعاء ، ونعلق قلوبنا بالله عز وجل
ونكون موقنين بالإجابة ، وان فضل الله جاي حتى وان طال الوقت .