فرصة عمرك في رمضان

فرصة عمرك في رمضان

هل لك في مناسبة،تستدرك فيها ما فات من عمرك...؟!.
هل لك في ساعات تضاعف الأعمال فيها بالالاف والمئات ...؟!
هل لك في أمسية تصافحك فيها الملائكة ،وسيد الملائكة جبريل عليه السلام ،فيسلمون عليك ويدعون لك ،ويؤمنون على دعائك...؟!
هل لك في لحظات إن وافقتها أخرجتك من ذنوبك التي قدمتها ...؟!
هل لك في ليلة لا تدرك قدرها العقول ولا تفي بوصفها الألسنة ...؟!

إبها ليلة القدر{وما أدراك ما ليلة القدر}[القدر :2 ،ليلة القدر هذه،هي التي حباك الله فيها أيها المؤمن رحمته وبركته وإكرامه،فإن فزت فيها فأنت الفائز،وإن حرمت منهافأنت المحروم{ليلة القدرخير من ألف شهر(3)تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر(4)سلام هي حتى مطلع الفجر}
[القدر:3 5].

إنها الليلة المباركة التي تنزل فيها الكتاب المبارك {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين(3)فيها يفرق كل أمرحكيم }
[الدخان:3 4].

*فهي ليلة مباركة لأن القران أنزل فيها جملة واحدة،من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء، ثم نزل بعد ذلك مفصلا(1).
(1)نقل هذا عن ابن عباس وغيره،انظر:تفسيرابن كبير(4/532).

*وهي ليلة مبا ركة،لأن الله العظيم عظمها،وجعل وصفها أجل من الوصف فقال :{وما أدراك ما ليلة القدر}[القدر:2] :أي قدرها خارج عن دائرة دراية الخلق ،ولا يعلم قدرها إلا علام الغيوب.

*وهي ليلة مباركة لأن الله تعالى خص الأمة فيها بكرامة وهبة إلهية ،فجعل العبادة في ليلتها خيرا من عبادة ألف شهر مما كانت الأمم السابقة تتعبد فيها ،وهي مدة تقدر بعمر رجل عمر ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر في طاعة متواصلة ،فليلة القدر {خير
من ألف شهر}[القدر:3]،ليس في شهر منها ليلة قدر .بل قال بعض أهل العلم إنها خير من الدهر،لأن العرب تذكر الألف كغاية في العدد.

*وهي ليلة مباركة لأن الملائكة تعمر الأرض فيها وتغمرها ،فيتوافد سكان السماء على الأرض من المؤمنين ، حتى إن أفضل تلك الملائكة وأشرفها وفي مقدمتهم جبريل عليه السلام يهبطون من كل سماء،
ومن سدرة المنتهى ، فينزلون الأرض ،ويؤمنون على دعاء الناس ويسلمون على أنفسهم وعلى المؤمنين في المساجد حتى يطلع الفجر (1) ،{تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر(4)سلام هي حتى مطلع الفجر}[القدر:4 5].

*وهي مباركة لأنها مباركة لأنها ليلة الحكم،الجامعة بين حكم الله القدري وحكمه الشرعي ،فقد تنزل القران فيها بالأحكام الشرعية التي تعلم الناس ما يقربهم إلى الله ،ولذلك قال:{إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين}[الدخان:3]وفيها أيضا تتنزل الأحكام القدرية،حيث يفصل فيها كل أمر حكيم من اللوح المحفوظ إلى الكتبة،بما يكون من أمر السنة في الاجال والأرزاق والأعمال،
ولهذا قال سبحانة :{فيها يفرق كل أمر(4)أمرا من عندنا إنا كنا مر سلين}[الدخان:45].

*ومن بركتها أن ما ينزله الله تعالى فيها من أقدار لأهل الإيمان يجري على مقتضى الرحمة ،فلا يقدر فيها إلا السعادة والعم ،{رحمة من ربك}[الدخان:6]،بخلاف سائر الليالي،فإنها تقدر فيها البلايا والنقم ،ولا يستطيع.....يتبع
(1)تفسير القرطبي (20|113).
الشيطان أن يؤثر فيها مؤمن ولا مؤمنة {سلام هي مطلع الفجر}
[القدر:5](1).

*ومن بركتها أنها أخفيت،حتى يجتهد الناس في بقية ليالي العشر،التماسا لها،فيغنموا فضيلة هذا الاجتهاد،ويضاف ذلك إلى موازين أعمالهم(2).

*ومن بركتها أن من قامها وأحياها إيمانا و حتسابا بالقيام والذكر والدعاء،غفر له ما تقدم من ذنبه،لقول النبي صل الله عليه وسلم ى (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)(3).

*ومن بركتها أنها تعوض قصر أعمار هذه الأمة ،حيث تقاصرت أعمارها عن أعمار الأمم السابقة،قال الإمام مالك رضي الله عنه : ((بلغني أن النبي صل الله عليه وسلم ى أري أعمار الناس قلبه ,أو ما شاء الله من ذلك ،فكأنه تقاصر أعمارأمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغه غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر ))(4).

*ومن بركتها أن من أعطيها ووفق إليها، خرج من زمرة المحرومين ،لقوله صل الله عليه وسلم ى عن رمضانوفيه ليلة ،خير من ألف شهر،من حرم خيرها فقد حرم)(5).
وفي رواية من حرم خيرها فقد حرم الخير كله و لا يحرم خيرها إلا محروم )(6).
(1)تفسير ابن كثير (4|534).
(2)وظائف رمضان ،ص63.
(3)أخرجه البخاري (2014)،مسلم (760).
(4)وظائف رمضان ،ص 64.
(5)أخرجه النسائي ،2079،وأحمد 6851.
(6)أخرجه ابن ماجه (1634)،وصحيحه الألباني في صحيح ابن ماجه(1333).

*ومن بركتها أن نهارها أفضل من كل نهار في رمضان ،فقد قال الشعبي رحمه الله : (( ليلها كنهارها ))وقال الشافعي رحمه الله : ((أستحب أن يكون اجتهادة في نهارها كا جتهاده في ليلها))(1).

*ومن بركتها أن لها علا مة كو نية ، تدل على أن عوالم الفضاء والسماء تعرف تلك الليلة وتعرف بها ، فقد أخبر أبي بن كعب رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم ى: (أنا الشمس تطلع في صبيحتها لاشعاع لها)(2)

*ومن بركتها أن لها دعاء مخصوصا مستجابا، فقد سالت عائشة رضي الله عنها رسول الله صل الله عليه وسلم ى قالت: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)(3).
(1)وظائف رمضان ،ص69.
(2)أخرجه مسلم (1272)،(1999).
(3)أخرجه الترمذي (3513)،وصححه،وابن ماجه (3850)وأحمد ،وصححه الألباني في صحح ابن ماجه (3105).

يا رب عبدك قد أتاك وقد أساء وقد هفا

يكفيه منك حياؤه من سوء ما قد أسلفا

حمل الذنوب على الذنوب الموبقات وأسرفا

وقد استجار بذيل عفوك من عقابك ملحفا

رب فاعف عنه وعافه ،فلأبت أولى من عفا

( فاللهم يا غياث المستغيثين،ويا مجيب المضطرين،وفقنا لشهود ليلة القدر ،وعظم لنا فيها الأجر،وضع عنا كل وزر،اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا... امين)

هلا وغلا بالعراب
فرصة عمرك في رمضان Images?q=tbn:ANd9GcTxAbFCqf_WYdCtf0WD_63fpvvRN4Vk8mfp7p0TiGzG-hqZnLIn

دمت بكل الود