إقامة الزوجة مع أهل زوجها.. الاستقلالية المفقودة

تدفع ظروف الحياة الصعبة بعض الأزواج الشابة، للقبول بالعيش في بيت العائلة وفي غرفة منفصلة عن بقية الغرف، أملاً بأن ييسر الله الأحوال وأن يصبح بمقدور الزوجين الجديدين السكن في شقة مستقلة بهما لصنع حياتهما الخاصة، ولكن ثمة مشكلات قد تنشأ نتيجة هذه الحالة من شأنها إعاقة استمرار الحياة الزوجية، مثل تحكم والدي الزوج بحياة الزوجين والإسراف بالأوامر والنواهي إلى حد يعطل رجولة ومسئوليات الزوج، ويحول حياة الزوجة إلى جحيم لا يطاق.

انعدام الخصوصية

الفتاة سناء (23 عاماً) اضطرت في بداية حياتها الزوجية للعيش مع عائلة زوجها نحو عامين، قبل الانتقال مؤخراً للعيش في شقة للإيجار، تقول لـ"فلسطين": "لقد كانت حياتي جحيما بمعنى الكلمة، فلم تكن والدة زوجي تمنحني أي خصوصية أو تحترم أي وقت خاص لي مع زوجي".

وأضافت: "كانت والدة زوجي الآمرة الناهية في المنزل، وكانت ترفض خروجي وزوجي للتنزه أكثر من مرة واحدة شهرياً، حتى أصبح اليوم الذي نخرج فيه من المنزل بمثابة يوم عيد، كما كانت توقظنا الساعة السابعة صباحاً دون أن يكون هناك مبرر لذلك، الأمر الذي خلق المشاكل بيني وبين زوجي".

وأوضحت أن زوجها الذي يعمل عاملاً في إحدى الشركات الخاصة، لم يكن قادراً على توفير إيجار شقة مستقلة بهما، وبسبب تفاقم المشكلات مع زوجها نتيجة لذلك، قرر والدها التدخل واستئجار شقة سكنية على حسابه الخاص من أجل إخراج ابنته من هذه الحياة.

وتابعت: "الخروج للسكن في شقة مستقلة، هو حلم كل فتاة تطمح بالاستقلالية مع زوجها، فهذا الأمر مهم جداً لتأسيس الحياة الزوجية تأسيساً متيناً، ومن جهة أخرى، أفضل للحفاظ على العلاقات الاجتماعية الأخرى مثل علاقة الزوجة بعائلة زوجها".

وعود كاذبة

أما "أسماء" (28 عاماً)، فلم يكن أمامها سوى طلب الطلاق بعد أن يئست من وعود زوجها بالاستقلالية ووضع نهاية لتحكم عائلة زوجها بها.

وقالت أسماء: "لقد تزوجت عندما كنت أبلغ من العمر 18 عاماً وسكنت في غرفة مع عائلة زوجي بسبب عدم قدرة زوجي على البناء أعلى شقة الأهل، ورغم وعود عائلة زوجي ببناء شقة لي قبل حدوث الزواج، إلا أن هذه الوعود لم تنفذ على مدار ثماني سنوات من الزواج".

وأوضحت أن عائلة زوجها كانت تعاملها معاملة سيئة للغاية، فكان والدا زوجها بالإضافة إلى شقيقاته الثلاث اللواتي كانوا يعيشون في ذات المنزل، يحملونها مسئولية القيام بكافة مهام البيت، مضيفةً: "حتى توضيب فراشهم وأسرتهم كانت مسئوليتي، فلم تكن إحداهن تعمل شيئاً".

ورغم ذلك، تقول أسماء: "لم أسلم على مدار هذه السنوات من عائلة زوجي التي كانت تتحكم في كل كبيرة وصغيرة في حياتي، وفي خروجي مع زوجي، الأمر الذي جعلني أذهب إلى بيت والدي أكثر من مرة طالبةً حلاً جذرياً، وفي كل مرة يقدمون الوعود حتى طلبت في النهاية الطلاق عندما اكتشفت انها وعود كاذبة".

معايير النجاح

الخبير الاجتماعي والنفسي زهير ملاخة، يرى أن مدى نجاح أي حياة زوجية يعيش خلالها الزوجان في منزل العائلة، يرتبط بعدة معايير مهمة، منها مدى درجة القبول عند الزوجة بالعيش في منزل العائلة، ومدى الجهد الذي يبذله الزوج لمنح زوجته الأمان النفسي، ومدى مرونة عائلة الزوج في التعاطي مع الزوجة كفرد من العائلة.

وقال ملاخة لـ"فلسطين": "إذا كان هناك قبول مسبق من الزوجة أن تسكن عند أهل زوجها فهذا يعد خطوة أولى لنجاح الحياة الزوجية، وعليه يجب على الزوج ضمان حياة جيدة لزوجته، وحقها في الخصوصية في بعض الأوقات، والعمل على منحها الاستقلالية في نهاية المطاف".

وأضاف: "كما أن علاقة الأهل مع الزوجة تعد معيارا مهما في مدى نجاح الحياة الزوجية، ففي حال كانت علاقة حميدة فإن ذلك يساهم في تقبل الزوجة وصبرها على مشاركة الأهل العيش في ذات المكان أو الشقة السكنية، وفي حال كانت علاقة سيئة فإن ذلك سيسبب مشكلات عديدة حلها الأمثل يكون من خلال استقلال الزوجة في بيت خاص ومستقل".

وبيّن ملاخة أن الزوج عليه مسؤولية كبيرة في نجاح هذه التجربة، من خلال تحديد العلاقة بين الزوجة والأهل، والسيطرة على المواقف التي قد تخلق مشكلات يصعب حلها، مشيراً إلى أن علاقة الزوجة مع الأهل مهمة للغاية من أجل نجاح هذه الحياة.

وتابع: "في حال تجردت هذه العلاقة من الصفات الحميدة وتخللتها صفات سيئة مثل نقل الكلام والأسرار إلى الخارج، وتعدي والدة الزوج على الزوجة بالألفاظ أو المواقف، وأصبح هناك حالة من العدائية بين الزوجة وأهل الزوجة في المنزل الواحد، فإن ذلك سيخلق مشاكل تحيل دون استمرار هذه الحياة".

وأكمل ملاخة حديثه بالقول: "في هذه الحالة تصبح الحلول والخيارات قليلة، فإما أن يتخذ الزوج قراراً بالاستقلالية والسكن في منزل مستقل، أو أن يكون الطلاق هو نهاية هذه العلاقة".

إن نجاح العلاقة بينك و بين زوجك لا يقتصر على علاقتك أنتِ وزوجك فقط بل يتسع الأمر ليشمل علاقتك مع أهل زوجك وعائلته لذلك فلابد أن تهتمى باحترام أهل زوجك و الحرص على رضاهم لتجنب المشاكل و لضمان نجاح حياتك الزوجية، كما يجب أن لا تتغاضي عن بعض التفاصيل الصغيرة لتجنب الخلافات والحفاظ على زواجك، لذلك تعرفي في هذا المقال على بعض النصائح الهامة للتعامل مع اهل الزوج .

نصائح للتعامل مع اهل الزوج إن التعامل مع أهل زوجك أمر يتطلب الذكاء في بعض المواقف و التزام الصمت في بعض المواقف الأخرى، لذلك إليكِ بعض النصائح الهامة للتعامل مع أهل زوجك لتجنب الخلافات : احرصي على أن تكوني بسيطة وغير متكلفة في تعاملك مع أهل زوجك حتى يشعروا بأنكِ فرد من العائلة وقريبة منهم. لا تتحدثي كثيراً ولا تخوضي في أي جدال و احرصي دائماً على التزامك الحياد في بعض الأمور حتى تنالي رضا الجميع. يجب أن تجعلي زوجك يشعر بحريته مع أهله بعض الوقت لذلك قومي بقضاء يوم مع أهلك واتركيه هو الآخر يقضي يوماً مع أهله. إذا حدث خلاف بينك و بين زوجك أمام أهل زوجك فاحرصي على عدم تدخل أي فرد من العائلة في هذه الخلافات و قومي بإنهائه أمامهم حتى لا يأخذ الخلاف أكبر من حجمه فكل بيت له خصوصياته و قومي بمناقشة الأمور مع زوجك فيما بعد للوصول إلى حل. احرصي على حفظ أسرار بيتك و لا تتركي مجال لتدخل أهل زوجك في تفاصيل بيتك لتجنب المشاكل.
احرصي بين الحين والآخر على دعوة أهل زوجك على الغداء أو العشاء حتى في غياب زوجك ليشعروا بأنكِ مثل ابنتهم. لا تسيئي أبداً إلى أهل زوجك حتى و إن أساء هو لهم فلا تقومي بانتقادهم أو التحدث عن عيوبهم أمامه لأنه سرعان ما ينسى إساءته لهم ويتذكر إساءتك فقط. حاولي أن تنالي حب أهل زوجك ورضاهم فهذا يجعلهم دائماً معكِ ويقفون بجانبك في كثير من الأمور والمواقف. احذري أن تذكري مساؤي زوجك أمام أهله حتى لا يشعروا بالضيق منكِ.

هلا اخي العراب
إقامة الزوجة مع أهل زوجها.. الاستقلالية المفقودة Images?q=tbn:ANd9GcS_TBvQzoD-GOg6hiqyxbu5sWHLDIDUD3Qi1MSa40O1CKweoA846A

دمت بكل الود

» متى تنفر الزوجة من زوجها
» حنان الزوجة على زوجها
» ما هي حقوق الزوجة على زوجها
» حنان الزوجة على زوجها
» لماذا تهمل الزوجة زوجها؟