وضعت يدها على وجنتيها وهي تراقب مباراة كرة السلة الجارية في ساحة الرياضة كانت المباراة محمسة بالفعل فقد كان هتاف الجماهير يعم المكان إلى هي كانت تشاهد المباراة بعينيها لكن قلبها كان قد عاد سنة للوراء حين كان حبيبها كابتن الفريق وحين كانت هي تشجعه بهتافها اللذي يملأ المكان وحين يسجل هدفا تصرخ بأعلى صوتها معبرة عن فرحتها
انتهت المباراة وقامت من مكانها وهي لاتعرف من الفائز
دخلت حصة الرياضيات وجلست في آخر الصف وبجانبهاذلك المقعد الفارغ وفجأة طلب منها الاستاذ أن تحل إحدى المعادلات قامت من مكانها وعبرت ذللك الصف الطويل ثم وقفت أمام تلك السبورة الضخمة وحملت الطبشور ثم كتبت كلمة الوحدة غضب الاستاذ منها و أخرجها فخرجت وجلست في مكان منعزل وهي مطوية الذراعين وعادت ثانية سنة للوراء وتذكرت حين كان الاستاذ يطلب منه حل معادلة كان يكتب كلمة أحبك فيغضب الاستاذ ويخرجهما معا وكانا يجلسان في مكان منعزل فيحكي لها نكتة وهي تضحك من كل قلبها
وحان وقت الغداء أخدت صحنها وجلست في إحدى الطاولات لكنها لم تأكل فقد عادت سنة للوراء وتذكرت حين كانا يشبعان كانا يرمي أحدهما شخصا ببقايا الطعام فيحدث شجار الطعام أما هما فيفران لكي لا يعاقبا
نظرت للساعة فوجدت أنها في تمام الواحدة زوالا فقامت من مكانها بسرعة وهي تجري بكل سرعتها حتى وقفت أمام سكة القطار وكان القطار مارا في تلك الاثناء وعادت تتذكر ثانية حين ودعهآ كما لم يودعها من قبل واتجه لمنزله اللذي كان خلف سكة القطار فتذكرت أن تقول له أحبك لكنها أخطئت فقد كان فوق سكة القطار حين التفت اليها ليجيبها فدهسه القطار
مرت هذه الذكريات كالسرعة التي مر بها القطار
فبدأت تبكي وتقول
ـ لقد تأخرت لقد مر القطار اللذي دهسك سأحاول في السنة القادمة أن أصل في الوقت المحدد لن أرضى أن أموت إلا في نفس الساعة واليوم والشهر والطريقة اللتي توفيت بها
وهي الآن في الستين من عمرها لم تتزوج أبدا ويفوتها القطار في كل سنة وتحاول في السنة القادمة لذلك سموها أرملة القطار فهل سينتظرها القطار؟