التطير: هو التفاؤل والتشاؤم بالطير.
وكان العرب يتطيرون بالسوانح والبوارح، فينفِّرون الظباء، والطيور، فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به
ومضوا في سفرهم وحوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم، وحاجتهم وتشاءموا بها.
فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم فنفى الشرع ذلك، وأبطله
ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير بنفع، ولا ضُرٍّ[1].
قال ابن حجر: «وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير، فإذا خرج أحدهم لأمر
فإن رأى الطير طار يَمنةً تيمن به، واستمر، وإن رآه طار يَسرةً تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم
يهيج الطير، ليطير، فيعتمدها، فجاء الشرع بالنهي عن ذلك»[2].
ومن الأدلة على أن الطيَرة شرك:
حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ»، ثَلَاثًا[3].
وقوله: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ»: أي اعتقاد أنها تنفع، أو تضر إذ عملوا بمقتضاها معتقدين تأثيرها
فهو شرك؛ لأنهم جعلوا لها أثرا في الفعل، والإيجاد[4].
وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«لَيْسَ مِنَّا[5] مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ»[6].
وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا عَدْوَى[7]
وَلَا طِيَرَةَ[8]، وَلَا هَامَةَ[9]، وَلَا صَفَرَ[10]، وَفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ»[11].