امنيات حطمتها الذكريات

كثيرا ما جلست وحيدا مبتعدا عن كل ما في هذه الدنيا اعاتب نفسي على ما ارتكبته من اخطاء وحسرة على ما فاتني ومتمنيا الافضل لنفسي واحلام جلست افكر في تحقيقها مهما حدث وباي طريقة مخططا لمستقبل يملؤه الخير والحب والتفاؤل والحياة السعيدة مع من احب ومن اريد ومن سيشاركني حياتي الجديدة التي رسمتها في مخيلتي لابدأ بتجسيدها منتهيا من كل ما فات ومبتدأ بكل جديد
فعدت بالامس للذكريات عدت للماضي القريب الذي بدأت من عنده رسم الخطوط والامنيات لتتشابك مع بعضها وتشكل لوحة اخرى داخل عقلي لا يوجد فيها الا الاحزان والالام وذكريات لا تنتسى ولا بذكرها البال يرتاح بل تزيد من الجروح وتقفل ابواب الامل المنتظر عودته لان يكون مشاركا معي من خلال سباق الحياة .
المشاركة التي انتظرها كثيرا منذ سنوات فهو يجلس على مقاعد البدلاء وان صح التعبير على قائمة الانتظار التي نادرا ما تستذكر لانها بالاصل وضعت للتخدير وليس لحل الامور
فاعود للذكريات التي تخلو حتى من الافراح فكلها هموم والام وجروح وفقدان لاعز الناس
بالامس البعيد كان جدي الذي كنت اقرب الناس اليه وبالامس البعيد كان والدي والذي كنت اعتبره صديقا واخا اكبر وليس والد فقط
كم كان لغياب جدي الاثر الاكبر بداخلي بعد ان مضيت اكثر اوقاتي معه سواء كانت بالمنزل او بالمشفى فقد كنت رفيقه منذ الصغر اينما حط رحاله اكون اول مرافقيه وكانني احد امتعته التي يجب ان يصحبها اينما ذهب
الى ان مرض ولازم فراشه في المستشفى الذي ابيت الا ان اكون رفيقه ايضا وبقيت كذلك الا ان غادرت ذلك الصباح باكرا متحججا ان وقت العمل قد جاء فلم اصل الى المنزل الا وكان الخبر قد انتشر ان وقع امر القدر واول من تقربت اليه قد وفاه الاجل
فلمت نفسي كثيرا ولم اسامحها لاني تركته في اخر اللحظات التي كان يحتاجني فيها رغم وصيته لي في تلك الليلة ان انتبه لوالدي الذي كان يحبه جدي كثيرا ولان صحته كانت تسوء
فقررت ان البي وصية جدي فكنت من الاساس رفيقا لوالدي وصديقه الذي يصارحه بكل شيئ وزميله في المشاوير الشبابية حتى انه كان شريكا في لعبة الورق احيانا وكل مرة كانت تزداد علاقتنا قوة وبنفس الوقت تزداد اعراض المرض لوالدي الا ان قررت الرحيل والسفر لخارج الديار االذي بارك فيه والدي رغم ان قلبه لم يوافق على هذا الاختيار لكني سافرت ووعدته ان اعود لهذه الدار واراه بصحة جيدة واكمل مكانه المشوار
فلم اكن اعلم ان المرض سيزداد وان وقت الاجل سيكون اقرب الينا مما فات فذلك كله عند علم خالق البشر الملك الواحد الذي لا شريك له كل شيء عنده بأجل وكتاب فاختار لوالدي الموت ليريحه من العذاب فالمه كان شديدا وتحمله ولم يخبر به اي انسان
وللمرة الثانية افقد اعز البشر دون اكون بجانبه او اودعه ولو لمرة قبل رحيله الى دار الخلد وجنات النعيم باذن الله الواحد القهار
فاخترت ان لا اتمنى او احلم او ارسم طريق لحياتي يملؤه الخير مع اعز الناس فقد افقدهم برحيلي او افتقد احدهم ان مات
فالحمد لله على ما قدر فهو صاحب الامر ورب السموات والارض والعباد

يعطيك الف عافيه كيم على مجهودك

امنيات حطمتها الذكريات 1282257718

اسعدني مرورك العراب

لك تحياتي وتقديري

» امنيات
» امنيات
» امنيات
» امنيات
» امنيات ضاعت