اقدم شرطي مرور في العالم في مدينة عربية
لا يمكن تصوّر "تقاطع فيكتوريا" وسط دمشق، دون شرطي السير محمد زياد شهوان، الرجل الثمانيني الذي استطاع خلال الـ 50 عاما الأخيرة تنظيم تدفق الزحام في هذه المنطقة التي تعد أكثر تقاطعات قلب العاصمة السورية (دمشق) ازدحاما.
شهوان تحول مع الأيام إلى جزء من كيمياء المكان: تربطه بالجميع علاقة طيبة يندر مصادفتها بين سلطة المرور والسائقين، يعرفه المسؤولون وأصحاب الشركات والمحال والموظفين، وبالطبع السائقون، وفي مقدمهم سائقو التكسي في دمشق.
الشرطي شهوان، ومع أنه أحيل على التقاعد منذ سنوات طويلة تقارب ربع قرن، لكنه فضل أن يتابع عمله في المكان نفسه، متكئا على احترام وتفهم متبادلين يجمعانه مع السائقين للدرجة التي تبدأ الأسئلة عنه وعن صحته حال غيابه على عادة الأهل والأصدقاء.
الأكثر غرابة، أنه لم ينظم أية مخالفة مرورية، كما يؤكد منذ بدأ الخدمة عام 1968، وهي حالة يندر حدوثها عموما، مكتفيا بالتنبيه، ويبدو أن هذا الأسلوب ترك أثرا لدى أعداد من السائقين الذين صاروا يخجلون من المخالفة.