نصر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم
انظر إلى عناية الله لحبيبه ومصطفاة على قدر ما يسمح به هذا الوقت:
يقول الله عز وجل لمن حوله حتى لا يمن أحدهم عليه بنصرته، أو لا يدل أحدهم عليه بمؤازرته، أو لا يباهى أو يفتخر أحد منهم بإيوائه يقول لهم الله عز وجل أجمعين:
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ) (40التوبة)
ولم يقل فقد ينصره الله ...وإنما نصره الله من بدء الدنيا، وكان أول هذا النصر ...
أن الله قد أعلى شأنه في عوالم الجنة وكتب على كل ورقة من أوراق أشجار الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكتب هذه العبارة على صدور الحور العين، وعلى قصور جنة النعيم، وعلى كل شيء في دار النعيم، ليعلم الخلق أجمعين عاليهم ودانيهم أنه النبي المجتبى والرسول المرتضى من الله عز وجل.
حتى أن آدم وهو أول نبي وأول رسول، لمَّا وقع في خطيئته بماذا يستغيث إلى ربه؟
قال كما ورد في الحديث الصحيح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الخَطِيئَةَ قَالَ يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ إِلاَّ غَفَرْتَ لِي».فَقَالَ اللَّهُ: «فَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّداً وَلَمْ أَخْلُقْهُ بَعْدُ؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ لأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِـيَدِكَ، وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَى قَوَائِمِ العَرْشِ مَكْتُوباً لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلاَّ أَحَبَّ الخَلْقِ إِلَيْكَ فَقَالَ اللَّهُ صَدَقْتَ يَا آدَمُ، إِنَّهُ لأَحَبُّ الخَلْقِ إِلَيَّ، وَإِذْ سَأَلْتَنِي بِحَقِّهِ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ، وَلَوْلاَ مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ }}(1)
اللهم بحق سيدنا محمد اغفر لنا أجمعين ما مضى من الذنوب والآثام