الله عز و جلّ غني عن تعذيب عباده :أنت كمؤمن تعاملك اليومي مع الله ، حينما تعزو نجاحاً إليك وأنت لست كذلك هذا شرك خفي ، والنبي الكريم يقول :
(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي أما إني لستُ أقولُ إنكم تعبدون صنماً ولا حجراً ، ولكن شهوة خفية ، وأعمالاً لغير الله))
[رواه البزار عن أبي صالح ]
أيها الأخوة ؛ إذاً لا بد من ذكر أن الله عز وجل غني عن تعذيبنا ، قال تعالى :
﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً﴾
[سورة النساء: 147 ]
طبعاً لو أن إنساناً عنده ثلاثة أولاد - دققوا بهذا المثل - ولد منغولي ، لا يوجد به أمل، وولد ذكيٌ جداً ومتفوق ، الأول تركه لأنه لا يوجد به أمل ، والثاني تركه لأنه حقق كمال البنوة ، الثالث ذكي ومقصر ، يصب الأب تربيته على الثالث ، لأن عنده إمكانية عالية وقصّر في استغلالها .
فلذلك الإنسان حينما يكفر بالله كفراً مغلظاً كما قال الله عز وجل :
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾
[سورة الأنعام: 44 ]
أما حينما يكون بخير يخضع لتجربة ، ولصعوبة ، تماماً كما لو أن إنساناً معه ورم خبيث منتشر في كل جسمه ، سأل الطبيب ماذا آكل ؟ يقول له : كُلْ ما شئت ، أما الذي يعاني من التهاب حاد في المعدة يخضعه الطبيب لحمية قاسية جداً ، أيهما أفضل أن يقال لك كل ما شئت أم أن تخضع لحمية قاسية ؟ الحقيقة الحمية القاسية أفضل لأن هناك أملاً بالشفاء.
لذلك أيها الأخوة ؛ حينما ترى أن الله يتابعك ، يحاسبك ، يسوق لك بعض الشدائد إثر بعض المخالفات ، إذا كان هناك تقصير ، أو تجاوز ، أو انحراف ، تأتي المصيبة ، فاشكر الله على أنك في العناية المشددة ، هناك إنسان ضمن عناية مشددة ، مع ذلك الأمل كبير بشفائه ، و إنسان خارج العناية المشددة و لا أمل من شفائه .
لذلك قالوا : إذا أحبّ الله عبده ابتلاه ، فإن صبر اجتباه ، ون شكر اقتناه ، ومن أحبنا أحببناه ، ومن طلب منا أعطيناه ، ومن اكتفى بنا عما لنا كنا له وما لنا .