كل سنة أنتظر رمضان كما أنتظر المطر كل شتاء ...
يتخلف المطر ولكن يهطل رمضان فنتقلب فيه من أول الشهر حتى نهايته...
كل سنة لرمضان طعم يختلف لكن لكل طعم طعوم وأفانين...
كل سنة منذ كنا صغارا نشعر بشعور غريب بانتظار الشهر الكريم...
ومن جرب الصيام صغيرا في سنين الهجير الحارة يعلم كم هو ضعيف في تلك الحرارة اللاهبة ومنذ بضعة سنين مر الشتاء في رمضان ورمضان كالضيف الزائر يشغلك ولايترك لك فرصة لتفكر وهي لغة يعرفها من يذوق رمضان ذوقا حقيقا إن صح أننا نتحدث عن شعورنا وأنه شعور حقيقي بهذا الشهر بكل جماله وكل ما نظن أننا حصلناه في موسم يتكرر على الأحياء...
بينما الموت أخترم الكثيرين ممن نحبهم ويحبوننا وممن نكرههم ويكرهوننا
ذاقوا معنا رمضان وغادروا ونحن على نفس الطريق...
هناك من ضل بعد هدى وهناك من أهتدى بعد ضلال...
ورمضان كما هو يهل بخيره العميم ونوره العظيم...
وكلما قربت نهاية رمضان وأتذكر العيد فكأن العيد هبة من الله لتخفيف الحزن على رمضان بكل النور الذي شاهدناه...
شاهدنا المساجد تكتظ بالمصلين ماتلبث أن تفرغ شيئا فشيئا في صلاة التراويح
حتى ينحسر المسجد على من يصلون فيه طوال السنة فأتذكر ورجل قلبه معلق بالمساجد
يالحزن المساجد بعد رمضان...
يالحزن الموائد بعد رمضان...
حتى الطعام يصبح لونه كئيبا بعد رمضان...
حتى مفارش النوم يالكآبتها بعد رمضان...
أجمل مافي رمضان أن لكل شيء فيه طعما يختلف عن باقي السنة...
لن أجادل في فرحنا بالعيد...
فالعيد لايطيل المكث فهو يوم واحد لاأكثر ثم تدور الحياة مرة أخرى كدورتها ونبقى في ذكرى رمضان الفائت
نلوك كم قصرنا وكم فرطنا وكم فاتنا...
عذرا ربنا فما أكرمنا رمضان كما ينبغي رغم أن السنة طويلة بما يكفي لنستعد له...
كم رحما قطعناه ولم نصله؟
كم ميت مضى ولم نذكره؟
كم دمعة ذرفناها لفقد حبيب ورمضان دموعنا ترقرق على حياء أحيانا؟
أترككم ومع مشاعركم في وداع رمضان واستقبال العيد السعيد