كنت قد بدأت دولة صغيرة وجميلة،وقربي دول كبيرة
قد أنهكتها الحروب،والفقر،والمرض،والجوع،إلا أنا فقد
بنيت وتأسست على العدل والديموقراطية الحقيقية
حيث كان يعيش فيني العديد من السكان،كانت حياتهم
تمر بسلام،لا وجود للفقر،ولا وجود للجوع،أو حتى
الألم،الجميع سعداء حتى كبرت وأصبحت دولة قوية
اقتصاديا،وحضاريا،وعسكريا،وحتى علميا،وأصبحت
أنافس كل الدول التي حولي حتى توسعت رقعتي
والسبب في كل هذا،قائدي العادل،العابد،الزاهد،الخلوق
الذي لم يكن همه في الدنيا كلها إلا أن ينتشر العدل و
يعيش الناس في رخاء،ووسط كنت الزهرة التي نمت
وتفتحت أوراقها،وكنت كالأم التي فتحت ذراعيها
لتحتضن أولئك اللاجئين والفارين من ويلات الحروب
وقتها زاد الاصرار على مساعدتهم وإنهاء معاناة دول
الجوار،فازددت ومن دون شعور قوة في الاقتصاد،
وفي العسكرية،وفي العلم،والأخلاق فأخمدت الفتن
ودمرت كل أوجه الفساد ومحبيه،وصلت لأقصى
درجات الخير،وعم الرخاء في كل مكان،حتى فجأة
توفي قائدي الخلوق،وجاء من بعده خلف أضاع كل
القيم والمبادئ،ترك العدل وحكم بالظلم،واتبع الفساد
والرذيلة ،وفضل الدنيا على الآخرة،فتراجعت في وقت
قصير،وتحولت من نقطة القوة والتقدم،إلى نقطة
الضعف والانكسار،وتعرضت للكثير من الاستغلال،و
إشتعلت حولي وفيني الفتن ،التي دمرتني تدميرا تاما
وبسقوطي ضاعت حقوق الجميع وضاعوا معها،ومات
الانسان بعد موت الضمير.