تتفكك الأسر وتنهدم بنيان المجتمع وتتفتت أواصر الصداقة والمحبة عند الغضب , و الغضب مذموم ولكنه يكثر بشكل كبير عند الناس , ولهذا لا بد من مناقشة هذا الموضوع مع آدم خصوصاً لأن أكثر من يغضب هو آدم في الغالب .
النفس البشرية تريد دائماً كل ما هو مسعد ولا تريد اي شيء يسبب لها التعاسة أو الحزن والغضب ناشئ من الحزن في كثير من الأحيان , إذا يبدأ فتيل الغضب بالاشتعال عندما يكون آدم في حالة حزن سواء علامة حصل عليها في المدرسة أو الجامعة , أمر لم يستطع تحقيقه , موت عزيز , خسارة أموال , مرض أصابه , إلى آخره من الأسباب التي لا يمكن حصرها سواء كانت تافهة أم غير تافهة .
وفي كل هذه الحالات الغضب مذموم يا آدم ولا يمكن اعتباره مبرر تتّخذه عندما تبدأ بسب الذات الإلهية أو الدين !! فمع أشد الأسف أنت تغضب من هنا و الشيطان يبدأ دوره من هناك , فيوسوس لك بأن تكفر وتشتم الناس و .. إلخ وبالفعل أن تنقاد له وتنسى أن الغضب مذموم , وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن استوصاه: لا تغضب.
واعلم يا آدم أن الشديد هو من يتمالك نفسه عند الغضب , ولهذا فإن ليس من الرجولة أن تتصف بسرعة الغضب ولا يجوز أن تكون اتشاطة غضبك ينتج عنها أفعل مخزية كالتخريب أو التكسير أو الشتم أو القذف للمحصنين أو المحصنات .
إنني أتمنى يا آدم أن تكون شخصاً يفكّر من ناحية أخرى , وأتمنى لو أن يكون جزء من هذا الغضب الذي تغضبه للأسباب التافهة موجوداً لديك عند الأسباب التي تستحق و عند المواقف التي يكون فيها برأيي الغضب مطلوباً , فإن كنت تغضب عندما تسمع شخص يشتم أو يكفر أو يقذف فبرأيي انت هنا تثبت أنك رجل ولكن بنفس الوقت عليك بالنصيحة في البداية ولين الكلام .
فيا آدم إنّي أدعوك إلى أن لا تتبع الشيطان وخطواته وأن تترك الغضب , إلا في المواقف التي تحتاج للغضب كالتي ذُكِرت سابقاً في الموضوع , كما أنني أحثك على التعرف على أضرار الغضب على الجسد وأيضاً أود إعلامك بأنه هنيئاً لك هنئياً لك هنيئاً لك إن كنت ممن يكظم غيظه فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "من كتم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ماشاء." هل رأيت النعيم الذي تستحقه لكظم غيظك ؟ ألا تريد هذا النعيم بالإضافة إلى الأجر والثواب من الله عز وجل ؟ فبما أن الله تعالى وعدك بما يسرّك إن كظمت غيظك فاسعَ لكظم غيظك إن كنت قادراً على الردّ ..
أخي الشّاب , الرجولة مواقف وأن تغضب لا يدل على أنك رجل إنما يدل على أنك ضعيف لا تستطيع التحكم بنفسك عند الغضب , فانتصر على نفسك واهزم الشيطان وكن أنت من ينتصر هذه المرة ويحقق الفوز بكظمك لغيظك ..