الاسرة في عطلة الشتاء
تعتبر العطلة الشتوية فرصة لراحة التلاميذ لاستعادة النشاط الذهني بعد طول عناء ذلك ان فئة واسعة منهم قضوا ساعات عديدة في الاجتهاد حتى ان بعضهم لا يعود يوميا الى المنزل قبل الساعة الثامنة ليلا اذ يوزعون وقتهم بين المراجعة في المحاضن المدرسية والدروس الخصوصية والانشطة الثقافية او الرياضية التي يمارسونها.
رغم الحاجة الى التمتع بالعطلة نظرا الى ارهاق الابناء الا ان عمل الاباء كثيرا ما يحول دون ذلك. محل اهتمام الأولياء خاصة أمام حصول أبنائهم على نتائج غير مرضية، إلى جانب نقص فضاءات الترفيه والتسلية التي تجعل الكثير من الأطفال مجبرين على البقاء في البيت مع الالعاب الالكترونية ومنهم من يقضي يومه في اللعب في الشارع...
ان العطلة أصبحت اليوم لدى قسم كبير من ناشئتنا مرادفة للإبحار لساعات طوال عبر الشّبكات الاجتماعيّة ومواقع الإنترنت، أو الإقبال على الألعاب الإلكترونيّة، وهي أنشطة إن لم تكن خطيرة لما يمكن أن تفتحه من مسالك الانحراف أو التّطرّف، فإنّها بلا شكّ عقيمة من حيث هي تعزل مدمنيها عن الحياة الحقيقيّة وتمنعهم من اكتساب المهارات اللاّزمة للنّجاح فيها.
ووسط هذا الخضمّ، يجد الأولياء أنفسهم اليوم في حيرة من أمرهم، لا يملكون وقتا كافيا ينفقونه ولا قدرة حقيقيّة على التّأثير في ظلّ غياب بديل مقنع يقدّمونه لأبنائهم،
فيجد الأولياء خاصة منهم محدودي الدخل و الذين لا تمكنهم الميزانية الخاصة بهم من السفر خارج الولاية و خارج الوطن بأنهم يختارون في كل عطلة شتوية يوما جميلا مشمسا للتوجه نحو غابة العذراء أو مسيلة اللائي تعتبران ملاذا للعائلات و هروبا من زحمة المدينة و الرطوبة حيث تقضي مع أبناءها يوم استجمام و استرخاء بين أحضان الطبيعة الهادئة و لا يكلف ذلك حسب البعض إلا وجبة غذاء كاملة و بعض المشروبات الساخنة تزينها لمة الأسرة و أصوات الأطفال و هم يلعبون في المساحات الخضراء الواسعة و ان كان التردد على مثل هذه الأماكن محتشما في فصل الشتاء إلا انه ضروري بالنسبة للعائلات التي تدرك جيدا أهمية الاسترخاء و تغيير الجو و الروتين اليومي للمتمدرسين
و بيقى للعطلة الشتوية للابناء هو المكوث في البيت و المراجعة للدروس
حتى تنتهي العطلة و يكون الرجوع للدراسة من جديد
بنشاط و حيوية لتحصيل و النجاح المنتظر من الوالدين في اخر السنة الدراسية