يُحَملني الهوى شوقاً *** على الأشواق يفلق الحجر
ويَحْملني الهوى نغماً *** بـلا أوتار فقلبي لهُ وتر
ويمطرني الهوى حباً *** بصيفٍ يحنو إلى المطر
ظمـئانٌ ببيداء النوى *** ارتوي طـيفاً وصور
طيفاً تبدى ضاحـكاً *** فاضحك الشمس والقمر
بـقـبلةِ ثغـرٍ يانــعٍ *** كـمثل نـادر الــثمر
وجهـت كل مقاصدي *** ولو كان الـدرب خطر
فتاةٌ ضـفائرها كموجٍ *** يلـوح مع الريح وينهمر
قـدها ممـشوق للعلا *** فأي قـدٍ دونه صـغر
متى نطقت مالت الأزهار *** وغنة البلابل على الشجر
بخطاها دلال العذارى *** متى تخطوا ينطق الحجر
لها في كـل طـلة سهمٌ *** سهامها مرمى قلوب البشر
أوصافها كأسرارها بحرٌ *** بـلا شطئان يبهر النظر
مقدمها طلـوع سـاطعٌ *** له نور ضياءه يجلي النظر
ومغيبهـا أفول عابثٌ *** فماذا بـعدما يأفل الـقمر
قسـماتها اشراقةُ شمسٍ *** راحَ بها الظـلام وانكسر
وعـودها متنفس طـائرٍ *** بعـدما في أغلاله انحصر
همـساتها رناتُ خلاخلٍ *** تبعـث الموتى من الحفر
يحيي جمالها من حيَ *** ويموته موتي القلوب من البشر