تكررت المجزرة في نفس الحي

ضمن مسلسل المجازر الذي يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة, ستة مواطنين من بينهم نساء وأطفال من عائلة واحدة قضوا نحبهم في استهداف إسرائيلي أصاب منزل يعود لعائلة حمد, في مجزرة جديدة أفجعت قلوب المواطنين في شارع السكة بيت حانون شمال قطاع غزة.


حافظ محمد حمد (30 عام ) وأمه فوزية خليل حمد( 62 عام ) وزوجته سهى حمد( 25 عام ) وكل من شقيقيه ابراهيم محمد حمد( 26 عام( و مهدي محمد حمد (46 عام ) وابنة أخيه دنيا مهدي حمد (16 عام) جميعهم استشهدوا على الفور بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلهم بثلاثة صواريخ, فيما نقل الطفلين كنان حمد و نور الدين حمد الى مجمع الشفاء الطبي بعد اصابتهم جراء القصف وصفت أحدهم بالمتوسطة والآخر بالطفيفة.


 معالم الجريمة بدت واضحة, فالمكان الذي استهدف يبدو جليا للعيان أنه كان لجلسة أسرية جمعتهم فيه , فآثار الدماء وشظايا الصواريخ ما زالت موجودة على الوسادة والأريكة وجدران المنزل .  


لم تكن هذه المرة التي يقصف فيها هذا المنزل, فقد قصف عدة مرات قبل ذلك, بل دمر تماماً في عدوان الاحتلال على قطاع غزة عام 2012م , والأدهى من ذلك أن المنزل المجاور لهم قد ارتكب فيها الاحتلال الاسرائيلي أبشع مجازره و التي حدثت في 8 نوفمبر/2006 بحق عائلة "العثامنة" حيث راح ضحيتها عشرون مواطناً بينهم ثمانية عشر من عائلة "العثامنة" منهم ثمانية أطفال، والتي أطلق عليها سكان بيت حانون اسم "قانا الفلسطينية".


 في بداية الأمر عندما ههممنا إلى بيت حانون لمعرفة ما حدث هناك, تساءلنا سؤال ؟! مع من سنتحدث ؟ فعائلة الشهيد حافظ حمد جلها قتلت بفعل هذه المجزرة, وعندما وصلنا للمنزل المستهدف كان الحديث مع أحدهم صعباً للغاية فالمصيبة كبيرة عليهم ودماء الشهداء لم تجف بعد, فمنهم من كان يبكي ومنهم لم يبقَ لديه صوت بفعل الصراخ ومنهم من هول الصدمة لا يدرك من حوله.


خالد حمد ابن عم الشهداء استطاع أن يجمع قواه وأن يحدث مراسل دنيا الوطن عن مجزرة تلك الليلة قائلاً :" كعادة الناس في شهر رمضان المبارك شهر الصلاة والعبادة و بعد انتهاء أبناء عمي من صلاة التراويح في المسجد, عادوا إلى بيتهم, واجتمعوا مع الأبناء والنساء والأطفال في جلسة ليتبادوا أطراف الحديث أمام المنزل لأن هذا شهر صلة الأرحام,, إذ تفاجأوا بثلاث صواريخ تسقط عليهم مباشرة من طائرة استطلاع دون سابق تحذير أو إنذار بطريقة لم يفعلها النازيون.


حيث يدعي الاحتلال أنه يطلق صاروخ تحذيري لإخلاء المكان في حال رغبته بتدميره لكن الامر هنا بات وضحاً أنه أراد قتلهم فالمنزل لم يتضرر كثيراً".  


وتابع خالد ," تساءلنا لو كان أحدهم مستهدف فلماذا تستهدف كل العائلة ؟! ما ذنبهم؟! وبهذه الطريقة البشعة ؟!, هذه جريمة نكرة, هتلر يخجل ما فعله الإسرائيليون بنا, هم يتباكون بمحرقة النازيين مقلقين العالم بها ثم يرتكبون أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ثم يقولون أنهم الشعب المظلوم, لكنهم أظلم شعب على هذه الأرض, هم لا يريدون سلام هم يريدون قتل الأطفال والشيوخ والنساء وتدمير الحجر والشجر" .


 وأضاف خالد وقد بدت عليه معالم الغضب الشديد  لدنيا الوطن, "إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يجتمع بعائلته في هذا الشهر الفضيل في بيته فأين سيجتمع ؟! جميع الأماكن مستهدفة لم يبق مكان والا استهدف , الشهيد حافظ عندما جلس في بيته مع زوجته وأسرته قصفوه وقتلوا أسرته, رحلت أم الامير زوجة الشهيد وتركت خلفها خمسة أطفال بينهم طفلة رضيعة لم تتجاوز الثلاث شهور , هؤلاء الاطفال أصبحوا يتامى الأب والأم والأعمام والجدة هؤلاء الأطفال إلى هذه اللحظة لا يعلمون ما حدث لهم ولا يعلمون أن عائلتهم قد ماتوا , أريد أن تجيبني الامم المتحدة ودعاة حقوق الإنسان , ماذا سنقول لهم ؟ كيف سنقول لهم ؟ دلونا على طريقة نخبرهم فيها استشهاد عائلتهم , ولو استطعنا إخبارهم كيف سيكون عيد الفطر الذي سيأتي عليهم بعد عشرين يوما بدون أب أو أم أو جدة أو أعمام ؟! كيف سيفرحون ؟! كيف سيقضون هذه العيد ؟!, الأطفال يحبون أن يأخذوا "العيدية" من آبائهم وأمهاتهم , من مَن يأخذوها الآن ؟! هذا الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل ذويهم بصاروخ غادر , هل سيعوضهم حنان الأم والأب؟!, لم يبق الآن لهم سوى رب العالمين".


 وفي نهاية الحديث, قال خالد لمراسل دنيا الوطن: "شهداؤنا اليوم ليسوا بأول الشهداء ولا بآخرهم , عائلتنا ما زالت تضحي وبيت حانون بلد مقاومة صامدة قدمت الشهداء دفاعاً عن هذا الوطن ولن أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل على هذا الكيان الإسرائيلي المتمثل بزعامة حكومة نتنياهو قاطعة الطريق المتطرفة" .  


الحديث مع خالد انتهى لكن القصف والدمار والقتل بحق الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين لم ينتهي حتى ساعة نشر هذا التقرير, فالعدوان مستمر والضحايا في ازديادا و الأدوية والمستلزمات الطبية في نقص مستمر, فأين المجتمع الدولي من هذا العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة ؟