في صباح الشتاء تكون الارض قد اخفتها الثلوج و الناس يرتجون دفئا من المعاطف التي يضعونها...
كانت واقفة في واجهة أحد المطاعم.....
بمعطفها الاسود كان يدفئ جسدها البارد فقط...
اما داخلها فلا يحتاج....
وشاح احمر و قفازات كافين لمنع البرودة من ملامسة جلدها...
و ياليتهم لم يفوا بغرضهم فهي تحتاج لبرودة تطفئ نار ندمها...
حسرتها...
و اشتياقها...
تستغرب كيف يرتجف الناس بردا و تتجمد عظامهم فتصتدم اسنانهم مع بعض عند كل رجفة...
الا يملكون نيران خفية بداخلهم....!
الا يعرفون ان عند التنفس يطرح بخار...
ما هو الا دخان الاحتراق...
إبتسمت و دموعها قد تلألأة في محاجرها...
حين رأت ذلك العجوز الستيني يشرف على هذا المطعم التقليدي...
بإبتسامة جميلة رغم اسنانه المتساقطة...
و وجه مطمئن رغم تجاعيد الزمن...
مسحت دمعة بللت خدها...
حين رأت ان شعره قد تساقط و اصبح يميل للصلع...
فهل الفرص التي تضيعها تتساقط مع كل شعرة..
و تذهب مع كل تجعيدة ترسم...
و مع كل سن يسقط...
هل ستبقى الجبانة التي تخشى الإعتذار حتى يرن هاتفها فتتلقى ذلك الخبر المفجع...
اطلقت تنهيدة عميقة كادت ان تتقيأ بها وجعها...
و أطلقت خطواتها لتكمل طريقها نحو بيتها..
هامسة " ليتني فضلت ابي عن الحب
فهو الحب الاول
وخائن الحب الاول
ماهو الا حقير "