وباء "كورونا".. بلاء يكشف غضب الله علينا أم ابتلاء؟
ربما يتفق الكثير من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن انتشار فيروس كورونا الذي أصاب ما يزيد على 300 ألف إنسان حول العالم، وأودى بحياة الآلاف الأخرين، فضلاً عن الدمار الاقتصادي الذي حل على بلدان كثيرة، ما هو إلا آية تظهر غضب الله سبحانه وتعالى على عباده، لابتعادهم عن عبادته، والتخلي عن دينهم الذي ارتضى لهم، إلا أن الرحمة التي وصف الله سبحانه وتعالى به نفسه والحلم الذي تفرد به في الصبر على عباده، يكشف أن الله لا يحتاج لمثل هذا الوباء من أجل إظهار غضبه علينا.
فقد انتشرت الكثير من الأوبئة والأمراض، على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وأشهرها طاعون عمواس الذي أودى بحياة أحد العشرة المبشرين بالجنة أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، على عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
لذلك الأفضل للإنسان ألا يفقد الأمل في أن يظلنا الله بظله، ويتغمدنا برحمته، ويتعامل مع وباء كورونا على أنها ابتلاء، وليس بلاء، يؤجر فيه الصابرون، ويجازى فيه خيرا المتمسكون برحمة الله ، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ» رواه الترمذي وابن ماجه، وقال الإمام الترمذي: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ".
وَصَحَّ أَيْضًا: «إنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنْزِلَةُ فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ، فَمَا يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ إيَّاهَا».