دليل الشهادة
دليل الشهادة: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}.
قال المصنف رحمه الله: (فَدَلِيلُ الشَّهَادَةِ: قَـوْلُهُ تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
الشرح الإجمالي:
الإسلام له أركان خمسة، وكل ركن منها له دليل، (فدليل) الركن الأول من أركان الإسلام، وهو: (الشهادة)، أي: شهادة أن لا إله إلا الله: قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ}؛ أي: حَكم َوقضى سبحانه، وأعلم وأخبر خلقة بـ {أَنَّهُ لَا إِلَهَ} يستحق العبادة، {إِلَّا هُوَ} جل وعلا، {و} شَهِدَ {وَالْمَلَائِكَةُ} كذلك بما شهد الله جل جلاله لنفسه المقدسة به أنه لا إله إلا هو؛ {وَأُولُو}؛ أي: أصحاب، {الْعِلْمِ} شهدوا بذلك أيضًا، وهذا من أكبر الأدلة والبراهين على تفرُّده جل وعلا بالألوهية، فيجب على المكلفين قَبول هذه الشهادة العادلة الصادقة، والله جل وعلا: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ}؛ أي: قائمًا بالعدل في جميع الأحوال، ثم أخبر مرة أخرى، وكرَّر إفراده بالألوهية بقوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، فهو سبحانه وتعالى عزيز، فيمتنع من أن يكون له شريك، وهو حكيم، فلا يمكن أن يُسَوَى غيرهُ به في شيء مما يختص به [1].