اول زفاف في غزة منذ اندلاع الحرب

لا تكفّ غزة عن إدهاش نفسها والآخرين. هذه المرة عرسٌ وسط الخراب، وقاعته مركز إيواء مدرسة بنات الشاطيء. القائمون على تجهيز المكان وتزيينه هم المشرّدون أنفسهم الذين هدمت إسرائيل بيوتهم وسلبتهم ممتلكاتهم. علموا بأن أحدهم قرّر أن يقيم حفل زفافه فاستقبلوا النبأ بالفرح الذي يستحق، فهم طلاّب حياةٍ وقد جاءتهم الفرصة ليثبتوا ذلك.
العريس هو عمر صالح أبو نمر.. شابٌ يتيم، وزادته الحرب يتمًا وتهجيرًا. كان الموعد المفترض لعرسه بعد العيد مباشرةً فتأجّل بسبب ظروف الحرب الطارئة. أما عروسته هبة رياض فياض.. فتشرّدت مع والديها وإخوتها من شمال القطاع، بعد أن هدم القصف منزلهم وأفسد كلّ ما كانت قد تجهّزت به لعرسها. رغم ذلك تبدو الفرحة بادية على محيّاها، وهي تُتوج أول عروسٍ في غزة بعد أسابيع طويلة من أعراس الدم.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا وهي جهة الإشراف الرئيسية على مراكز ايواء النازحين احتضنت هذا العرس، وسهّلت له كلّ الإمكانيات اللازمة. ووفّرت سيّارات النقل للعروسين واشترت لهم ما يرتدونه، ومنحتهم مبلغاً ماليًا يسيّرون به الأسابيع الأولى من حياتهم، واستأجرت لهم مكانًا يعوّضهم عن بيتهم الذي لم يعد موجودًا.
فناء مدرسة بنات الشاطئ والذي أصبح صالة الفرح، زينه النازحون بقليل من البالونات واللافتات التي كتبها أطفال المركز، وتحمل أسماء العروسين «عمر»، و «هبة»، وعبارات تحدي للاحتلال.
بدأ العرس على أنغام الدبكة والميجانا، كما وأُشعلت ألعاب نارية بسيطة يستخدمها الفلسطينيون عادة في الاحتفالات المماثلة التي كانت قائمة قبل الحرب.