القهوة العربيّة
القهوة العربيّة من أشهر المشروبات الساخنة التي اشتهر بها العرب في بلاد الشام وشبه الجزيرة العربيّة والعراق، وقد بدأت زراعة القهوة في اليمن وقد انتقلت هذه القهوة إلى تركيا، فإيطاليا، فبريطانيا لتصبح من أهمّ المشروبات التي تقدّم للضيوف وفي المطاعم الفاخرة، وتُحضّر القهوة العربيّة من البنّ اليمنيّ والحبشيّ، حيث إنّ اليمنيين كانوا في البداية يحمّصون بذور البنّ ويطحونها ليصنعوا منها أدوية كما ذكر الرازي في كتاباته، ثمّ تمّ صنعها كمشروب لذيذ له طقوسه الخاصة في البلاد العربيّة، وما يميّز هذه القهوة إضافة حبّات الهيل إليها، بالإضافة إلى أنّها تكون مُرّة ولا يُضاف إليها السكّر، وتُعتبر من رموز الكرم عند العرب، وتقدّم في المجالس الخاصّة، ويسمّى من يقدّمها الدلّال.
فوائد القهوة العربيّة
تحضّر القهوة العربيّة باستخراج حبوب البنّ وطحنها، ثمّ يتمّ تحمصيها للحصول على مسحوق القهوة، وكلّما زادت عملية تحميصها اكتسبت القهوة نكهة أقوى، كما وتتغيّر فيها نسبة حموضتها، ونسبة المواد المؤكسدة فيها، ونسبة الكافايين التي تُعدّ من أهمّ المواد المكوّنة للقهوة، وللقهوة العربيّة فوائد صحيّة كثيرة إن لم يُكثر الشخص من شربها، فلا يصحّ أن يشرب أكثر من أربعة أكواب كحدّ أقصى، ومن أهمّ فوائدها:
تنشط الجهاز العصبيّ في الجسم، وتحدّ من الشهيّة المفرطة، وتقاوم النعاس، وذلك لوجود مادّة الكافايين فيها، كما وأنّها تقلّل من ألم انقباضات العضلات الناتجة من ممارسة التمارين الرياضيّة.
احتواء القهوة على المواد المضادة للأكسدة يجعل منها مادّة فعّالة في الحدّ من الجذور الحرّة التي تسبّب السرطانات، وضعف الجهاز المناعيّ، كما وأنّها تحمي من الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
تساعد القهوة في زيادة كفاءة الإنسولين في الجسم، حيث إنّها تقلّل من نسبة السكر من الدم، وهذا الأمر مفيد لمرضى السكري من النّوع الثاني، والذين يعانون من مشاكل الوزن الزائد.
تقلّل من إنتاج إنزيمات الكبد، وبالتالي وقاية الجسم من سرطان الكبد، والتليّف.
تساعد في خفض نسب الإصابة بالجلطات الدماغيّة.
لها تأثير إيجابيّ وصحيّ لمرضى الباركنسون.
أضرار الإسراف في شرب القهوة
كلّ هذه الفوائد الجمّة للقهوة يستفيد منها الجسم في حالة عدم الإسراف في شربها، فإنّ الأشخاص الذين يشربون كمّيات كبيرة منها يوميّاً يعانون من آثار سلبيّة ضارّة، لأنّ شرب كميّة كبيرة منها يسبّب لبعض الأشخاص الأرق الليلي واضطرابات في النوم، كما وقد يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ومن زيادة ضربات القلب، ومن أعراض مرض القولون العصبيّ، كما وقد تزيد حرقة المعدة إن تمّ شربها على معدة خاوية، وكذلك فإنّ بعض الدراسات والأبحاث أثبتت أنّ للقهوة تأثيراً سلبيّاً على الخصوبة والعقم، كما وأنّ الإفراط في شربها قد يسبّت ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدّم، وكذلك فإنّ لها تأثيراً سلبيّاً وخطيراً على الأمّ الحامل التي قد تنجب أطفالاً بتشوّهات خلقيّة، وتقلّل القهوة أيضاً من نقص قدرة الجسم على امتصاص الحديد، ورفع مستوى الكافايين في الدم يزيد من احتماليّة تصّلب الشرايين والمشاكل التي تنتج عنها.
بناءً على سبق، يتّضح لنا أنّ للقهوة العربيّة فوائد كثيرة وفي المقابل أضرار جسيمة إن أسرف الشخص في شربها، ولذلك فإنّ أفضل الحلول أوسطها، وأفضل الأمور الاعتدال، فاشرب القهوة ولكن لا تسرف بذلك، فنجان واحد في اليوم يكفي لتحصل على الفوائد دون أن تضرّ جسمك.إ