لم تكن المجزرة عادية في بشاعتها ودمويتها، حيث حرصت العصابات الصهيونية على التنكيل بالأهالي وترهيبهم لإيصال رسالة إلى بقية القرى المجاورة.

وقعت المجزرة في قرية دير ياسين، التي تقع غربي مدينة القدس على يد العصابتين الصهيونيتين: "أرجون" و"شتيرن"، بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي القرية، وراح ضحيتها أعداد كبيرة من أهالي القرية من أطفال وكبار ونساء وشباب.




وساهمت مذبحة دير ياسين في تهجير الفلسطينيين، لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين، ولعلّها الشعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948م، وأضفت المذبحة حِقدا إضافيا على الحقد الموجود أصلاً بين العرب والإسرائيليين، كما يرى الكثير من المؤرخين.




وعلى الرغم من أن العصابات الصهيونية قامت بتنفيذ حوالي 80 مجزرة خلال احتلالها ما يقارب 400 قرية إبان العام 1948م؛ إلا أن سقوط دير ياسين كان يعني سقوط سلسلة من القرى المحيطة وهي قرى أساسية على الطريق ما بين القدس ويافا وتحديدا منطقة باب الواد، وتعمد الإسرائيليون الإمعان في قتل المواطنين في دير ياسين، لأن المطلوب أن يزداد عدد الشهداء أيضا من أجل إرهاب العرب أولا وكسر الحصار الذي كان يفرضه الثوار العرب على الأحياء اليهودية الواقعة غرب مدينة القدس.