الطلاق المبكر تؤدى إلى زيادة العنوسة
أن مصطلح الطلاق المبكر يقصد به تلك الحالات الكثيرة والمتعددة من الطلاق بعد زواج قصير، قد يكون ثلاثة أيام، أو أسبوعاً، أو شهراً، أو ستة أشهر، أو عاماً أو اثنين،وتعتبر هذه القضية مؤرقة ومحيرة، لما لها من آثار سلبية متعددة، إما على الزوج أو الزوجة، أو على المجتمع بشكل عام.
يؤكد الدكتور رجب عبد الحكيم أستاذ الطب النفسى أن هذه الظاهرة من شأنها زيادة نسبة العنوسة في المجتمع ، إضافة إلى ما ينتج عن الطلاق من خلافات عائلية بين عائلة الزوج وعائلة الزوجة، وما يتبعه من دعاوى في المحاكم وفي محاولة لتلمس الأسباب التي تدفع إلى مثل هذا الطلاق، لفت إلى جملة من الأسباب ، أولها عدم الوعي الأسري، واختفاء الثقافة الأسرية التي تمكّن لكل واحد من الزوجين من التعرف على طبيعة الحياة الزوجية، وكل الظروف والملابسات المحيطة بها، منوهاً إلى أهمية معرفة كل منهما بمسؤلياته، وإدراك أن الزواج ليس مجرد متعة أو مجرد كلمات حب وهيام وغرام يسمعها كل واحد للآخر ومن تلك الأسباب الجهل بحقوق كل واحد من الزوجين وواجباته، حيث إن الشرع قد قرر لكل منهما مجموعة من الحقوق والواجبات بمجرد إتمام عقد الزواج، وأن الغاية من هذه الحقوق والواجبات أن يقف كل منهما عند حدوده، ويرى بأن الغش والتجمل يعجل في الطلاق، حيث ثبت أن كثيراً من حالات الطلاق المبكر قد كانت بسبب أن واحداً من الزوجين اكتشف أن الآخر قد غشّه عندما قدم نفسه إليه، فيكون قد ظهر عند الخِطبة بمظهر غير حقيقي، فكان يتجمل للآخر ويزيف في شخصيته؛ وأن بعض الأهالي سبب في حدوث الطلاق المبكر، وذلك بتقصير الأهل في السؤال عن الزوج أو عن الزوجة، وخصوصاً أهل الزوجة الذين إذا ما بلغت ابنتهم السادسة عشرة من عمرها شعروا أن لديهم هماً يجب أن ينزاح عن صدروهم بأقصى سرعة، ومن أجل ذلك فإنهم يسارعون إلى تزويجها لأول خاطب، وإذا سألوا عنه فإنهم يسألون عنه على استحياء، وبطريقة مستعجلة غير متأنية ولا اكتراث فيه لما يسمعونه من الناس، دون اكتراث لاستقصاء الحقائق خشية أن يقال لهم إن هذا الرجل غير مناسب فتبقى ابنتهم عندهم.